موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

أداة العود والقوة السرية للموسيقى

اعتقد منذ القدم أن الموسيقى تحمل خواصاً سحرية، وقامت التقاليد الفلسفية الإسلامية بوضع كثير من الأفكار التقليدية الأولى المتعلقة بصنع الأدوات الموسيقية وبتأليف الموسيقى وقوة تأثيرها.

كمثال، قبل القرن التاسع للميلاد، كان العود محدوداً تقليدياً بأربع أزواج أو مجموعات من الأوتار.. تمت إضافة زوج خامس خلال الحكم الإسلامي للأندلس في اسبانيا.. في الفترة الإسلامية الباكرة، كانت كل مجموعة من الأوتار مرتبطة بمفهوم غامض يتصل بقوة أو بظاهرة نراها في الطبيعة.

يعود أصل كثير من هذه المعتقدات إلى النصوص الطبية والحسابية التقليدية، خاصة تلك المستمدة من علوم فيثاغورث وجالين.

أعلى وأحدّ مجموعة أوتار في العود، واسمها "الزير" كانت ملونة بالأصفر وتمثل عصارة المرارة الصفراء.

ثاني مجموعة أوتار، وهي "المثنى" كانت حمراء ومرتبطة بالدم.

ثالث مجموعة أوتار، وهي "المثلث" كانت بيضاء ومرتبطة بسائل البلغم.

رابع مجموعة أوتار، وهي "بام" كانت سوداء ومرتبطة بالبول.

كل مجموعة من أوتار العود تثير أنواعاً محددة من العواطف عند الإنسان... وعندما يتم العزف على كل الأوتار سوية بطريقة مناسبة، تصدر عنها موسيقى قادرة على شفاء المرض.

هكذا في الطب الإسلامي، كثيراً ما كانت الموسيقى وخاصة موسيقى العود توصف للمرضى في المشافي الإسلامية كجزء من علاجهم الطبي.. كما كان يُعتقد أن القوى الشفائية للموسيقى يتم تقويتها بالشكل الهندسي لبناء المشفى والغذاء الصحيح للمرضى... والآن أصبحت هذه الطرق للشفاء بالموسيقى مثبتة ومنتشرة في الطب والمشافي الغربية.

هكذا كانت الموسيقى والرياضيات والتصاميم الهندسية في الطبيعة، تُعتبر قوى مساعدة فعالة على شفاء جسد الإنسان وروحه... وبما أن كلاً منها يعتمد على استخدام إيقاعات وأنماط طبيعية، فكانت تُستخدم أيضاً بشكل خاص كتأثيرات ولمسات في التصميم الهندسي النمطي الإسلامي، الذي يتضمن الأقواس والأروقة، صفوف الأعمدة، ووحدات البناء المتكررة إضافة للزخارف الهندسية.

لم يكن الفراغ الداخلي المرئي لهذه الأبنية مصمماً لإراحة الفكر فحسب، بل أن تأثيراته الإيقاعية القوية يمكن تعزيزها بالاستماع للموسيقى أو قراءة الشعر أو القرآن داخله.... هكذا كان التصميم المنظور والصوت المسموع شيئان متصلان تماماً، ويتم ضبطهما لتحسين حالة الناس الساكنين فيها وكذلك المرضى... كانت هذه تُعتبر نعماً من الله وعلينا ببساطة أن نكتشفها ونحصد ثمارها.

من المرجح أن العود تم إدخاله إلى أوروبا مع دخول الإسلام إلى إسبانيا.. كان هناك أدوات موسيقية مشابهة للعود موجودة في العهد اليوناني والروماني، لكن التركيز على الشعر والموسيقى في العهد الأموي في شبه جزيرة إيبيريا أدى لانتشار العود في أوروبا القرون الوسطى، وأدى إلى تطوير العود الأوروبي أو الغيتار الذي أضيف له في النهاية Frets عوارض في العنق.

اليوم، الأعواد السورية أكبر قليلاً مع جسم يشبه البطيخة وعنق أطول قليلاً من الأدوات المشابهة المصنوعة في مصر وتركيا والعراق... الجسم الأكبر للعود السوري يعطيه نغمة أدنى وأغنى قليلاً..

ريشة العزف المستخدمة أطول قليلاً من إصبع السبابة، كانت تصنع تقليدياً من صدفة السلحفاة أو ريشة النسر أو من القرون، حالياً تصنع من البلاستك..

في سوريا ولبنان يتم ضبط مجموعات الأوتار تقليدياً على النغمات E,A,D,G,C  لكن هناك تنويعات ضبط أخرى تستخدم للعزف الفردي أو التقليدي أو الحديث.

 

اقرأ أيضاً:

العلاج بالصوت واستكشاف الوعي والكون

أضيفت في:21-4-2015... زاويــة التـأمـــل> العلم و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد