توقعات علاء السيد لسنة 2016
إخوتي وأصدقائي المتابعين... لا أعرف ماذا تعني سنة 2016 بالنسبة لكم جميعاً، لكنها
بالنسبة لي هي إشارة بداية العمل عند جماعة أهل الوعي في أي مكان.
بعد مرور سنتين من طاقة الشجرة والرياح، هذه السنة تحمل طاقة التربة 2 من العناصر
التسعة، سيحدث فيها استقرار كبير وسلام وتبدأ حركة البناء وخاصة بطرق البناء البيئي
الأخضر وغيرها.
إن عملنا الروحي والاجتماعي كل سنة، يشكل أساس ما سنحققه في السنوات التالية.. كما
تزرع تحصد.. ولو مثقال ذرة خيراً يره.. وبما أننا كنا قادرين على فعل الكثير حتى
هذه اللحظة، فلا بد أيضاً أن تكون هذه السنة نشيطة ومميزة وحافلة بالثمار
والمفاجآت.
أعتقد أن أهل الوعي سيكونون أكثر نشاطاً هذه السنة، لأننا سندرك كم هي قيمة عملنا
فعلاً، وسنفهم بعدها قيمة اللافعل واللانشاط الذي يمكن تطبيقه مع الحفاظ على نمط
نشيط للحياة.
قد يقوم بعضنا بالتأمل أكثر إضافة للعمل أكثر بتحقيق غاية حياته.. وسنفهم أكثر قيمة
النشاط واللانشاط عندما نتعلم كيف يمكنهما معاً مساعدتنا على تحقيق تغيير إيجابي
داخلي وخارجي.
مع أن الإبداع هو شيء روحي جميل، لكنه لا يزال شكلاً من النشاط، ويحتاج الأمر
كثيراً من الكتابة والرسم أو عزف الموسيقى للوصول إلى ذلك المستوى العميق الذي نصله
في تأمل جيد... تأملٍ يتطلب المشاهدة وإيقاف كل نشاط جسدي وفكري.
طبعاً لا يزال الإبداع طريقةً تساعد على رفع مستوى وعينا مع رفع مستوى وعي البشرية
أيضاً.. لذلك كثير من الناس سيعملون أكثر للإبداع مع إدخال التأمل واللانشاط وطرق
الرقص والتنفس والضحك في حياتهم، التي تعطي الهدوء للفكر.
في سنة 2016 أعتقد أننا سنأخذ الإبداع والتأمل إلى المستوى التالي... سيكرّس مزيد
من الأفراد أنفسهم للتأمل والإبداع.. فيتوسع وعيهم وصولاً إلى قمم جديدة، بينما
يقدّمون للعالم فنوناً من قلبهم مشحونة من الروح.
إن أهل الطريق، مريدون الروح، الذين يريدون المساهمة في تحسين المحيط العام حولهم،
سيصبحون أكثر ثقة بأنفسهم وبقدراتهم الإبداعية، وقد يبدؤون بفعل أشياء جديدة لم
يتخيلوا أبداً مقدرتهم عليها.
فنانون، كتّاب، وموسيقيون في كل مجال سيظهرون فجأة مع رؤيتنا بأن الإبداع يصلنا نحن
وكل من يستمتع بعطائنا، بمستوى أعلى من الوعي، لكن من المستحيل أن نوقف تأملاتنا أو
طرقنا الروحية لأجل الإبداع فقط.
سنقوم بكل ذلك سويةً، وبطريقة ما سيبقى لنا وقت وطاقة للقيام بمسؤولياتنا الأخرى...
سيكتشف مزيد من الناس أنهم إذا عملوا ما يحبوه، فالمال والنجاح سيلحق دون أن يجعلوه
هدفاً لهم... سيختبرون معنى الله هو الرزاق، الحياة والكون كله يرزقكم من حيث لا
تعلمون.
كلما فعلنا أشياء مغذية أكثر لأرواحنا، سنشعر بسعادة أكبر، وسيكون لدينا مقدرة أكبر
على فعل الأشياء الأخرى.
إذا استطعنا فعل ذلك، أعتقد أن سنة 2016 ستكون مذهلة أكثر من أي سنة سابقة... أما
إذا لم نستغل الهدايا الروحية والإبداعية التي تحملها لنا هذه السنة، سنخاطر
بالوقوع في مزيد من أنماط السلوك المدمرة التي أعاقتنا حتى الآن...
لذلك، من المهم أن نغذّي وبوعي النور الداخلي، بينما نسمح للعتمة بأن تعبّر عن
نفسها لغاية الشفاء بدل محاولة الاختباء من مواجهتها.
أعتقد أن النور والعتمة سيستمران بتقوية وتحسين هذه السنة، مع بدئنا لفهم أنهما شيء
واحد، ليسا متناقضين بل متكاملين، والصفة التي نغذيها ستكون هي الصفة التي توجّه
حياتنا.
يمكننا اختبار العتمة دون أن نغذيها، والأمر يعتمد على رغبتنا واستعدادنا
لاستكشافها وتركها تذهب... تركها تذهب لا يقتضي كبتها، طالما نحن نستكشفها بصدق
ونشفيها... وهناك فرق بين شفائها وبين كبتها.
حالما نشعر بالراحة في تركها تذهب، فلا أعتقد أنها ستعود إلى اللاوعي وتطالب بمكان
لها بعد الآن.
سنكون على ما يرام إذا ركزنا على تغذية النور، والإبداع يسمح لنا بذلك.. لكن علينا
تذكر أن العتمة هي جزء ضروري من الحياة، وليس علينا تجنبها لمجرد تغذية النور...
إذا حاولنا تجنبها، سنقوم فقط بتقوية تأثيرها ونفوذها، ونحبس أنفسنا في أنماط
السلوك التي نستعد للاستغناء عنها.
الاختبار مع المراقبة دون أي فعل، وقبول كل شيء تقدّمه لنا الحياة، بالإضافة إلى
جهدٍ نشيط لسكب أرواحنا في أي مجال يساعدنا على جعل العالم مكاناً أفضل، سيساعدنا
على تحقيق أكثر الفوائد في هذه السنة.
عملُ كل شيء من قلبك هو شيء أساسي، سواء في التأمل أو الإبداع أو أي شيء آخر...
لذلك دعونا نسترجع أي شيء ينادي في أعماق قلوبنا... دعونا ننظر داخل القلب ونصغي
جيداً... ثم نفعل كل الأشياء التي تُشعرنا بالغبطة والبهجة والنشوة.
دعونا نستخدم تلك الأشياء لجلب الوعي والنور إلى عالمٍ قد بدأ للتو يستيقظ...
ودعونا نجعل 2016 من أفضل السنوات وأكثرها عطاء وتحويل داخلي أصيل في قلب كل فرد من
أهل الوعي والحق في كل مكان من هذه الأرض.
أضيفت في:8-1-2016... الغذاء و الشفاء> الصحة و السلام .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|