موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

ولما يدخل الإيمان في قلب الإنسان

قال الله تعالى: "قالت الأعراب آمنا.. قل لم تؤمنوا، ولكن قولوا أسلمنا... ولما يدخل الإيمان في قلوبكم".. أي أن الإسلام سهل ويختلف عن الإيمان.. الشريعة تختلف عن الطريقة وعن الحقيقة..

يا أصدقائي.. من المهم جداً أن نعرف ونتعرّف.. هل الدين موجود أم غير موجود؟

الدين ليس له معنى عندما يكون أفكار فقط، بل عندما يكون هو نبض الحياة ذاتها.. عندها فقط له معنى وله ثمرة.

الدين ليس له معنى إذا كان تمثيل وشريعة ظاهرية.. بل طريقة تعيشها وحقيقة داخلية..

هناك الكثير من الدين في عالم الأفكار.. لكن إلى أين يوصل ذلك الدين؟

إنه لا يوصلك إلى أي مكان بل يُغرقك في مكانك...

هل انطلق أي شخص برحلة بحرية على قارب من الأفكار؟.. لكن ما يحدث، يحاول الناس اجتياز محيط الحقيقة بقارب من الأفكار فقط!.. عندها، إذا رأيتهم يغرقون عند الشاطئ فلا تتفاجأ أبداً... حتى قارب مصنوع من الورق يمكنه أخذك أبعد بكثير من قارب الأفكار، لأنه حقيقي أكثر بقليل!

الأفكار تشبه الأحلام... عليك ألا تثق بها.

إذا كان الدين في الفكر والأفكار فقط، فلا شيء مزيف أكثر من ذلك..

ولأن الدين صار يعيش في الكتب المقدسة فقط فهو ميت..

الدين صار يعيش في الكلام والكلمات فقط، لذلك هامد وجامد..

الدين يعيش فقط في طوائف، لذلك الدين ليس ديناً...

الدين يصبح حياة فقط عندما يعيش في الحياة..

الدين يصبح حقيقي فقط عندما يعيش في كل نفَس ونفَس.. وحيث تكون الحقيقة يكون هناك قوة ونشاط.. وحيث يكون النشاط يكون هناك حياة..

مات أحد السجناء.. واجتمع عدد من الناس حول جسده الميت.. لم يكونوا يبكون بل كانوا يضحكون... غريب.. ما هو السبب؟

لقد أمضى ذلك السجين عدة عقوبات سجن طويلة، ولم تبقَ أي جريمة دون أن يرتكبها... وأمضى معظم حياته في السجون.. لكن ذلك السجين كان يحمل أفكاراً متدينة جداً.

لأجل حماية الدين والحفاظ عليه، كان دائماً يحمل المسبحة في يد وعصا طويلة في اليد الأخرى... وعندما لا يكون يشتم ويصرخ على الناس، تسمعه دائماً يحمد ويردد.. الله أكبر.. بسم الله.. بسم الله.. واضعاً يده على شاربيه.

اعتاد دائماً على قول: "الموت أفضل من المذلة.. وأنا لا أخاف إلا من الله".

كانت هذه قاعدة حياته الذهبية... مكتوبة على ورقة حجاب ومعلقة في رقبته دائماً.. لم يرضى فقط بذلك، بل عندما خرج من أحد السجون مرةً قام بنقش تلك الكلمات وشماً على ذراعيه.. كما وضع وشم "الله".. "الله أكبر".. على عدة مناطق في وجهه وجسمه.

كان جسده الميت مرمياً على الأرض في شمس الصباح... وكان جسده يتحدث عن قصة حياته، وذراعاه تتحدث عن فلسفة حياته... هذا كان سبب ضحك الناس عليه بدل بكائهم.

إن حالة الإنسان اليوم، باسم الله وباسم الأديان مشابهة تماماً...

وأريد أن أسألك... ما هو الأنسب في هذه الحالة؟ أن نبكي أو نضحك؟

 

أضيفت في:9-1-2016... زاويــة التـأمـــل> رسائل من نور
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد