موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هذه الساعة، ساعة الأزمة

إن الشخص الذي لا يشعر بوجود النفس في وقت الأزمات،

ليس شخصاً حياً على الإطلاق... إنه بطريقة ما يستمر بالعيش، أو بالأحرى بالموت.

فهو بالنسبة لوجود النفس، لم يعرف بَعد التفكّر والتمعّن..

التفكر بالحياة وكيفية بدئها، يجعل المرء يستيقظ ويرى حقيقة الموت..

إمكانية الموت تتعمق وتتوضح في الأزمات والمصائب والأمراض.

والمصيبة هي التي تقود المرء في البداية المباركة لرحلة البحث عن النفس..

لهذا يدعونها بلاء أو إشارة من الله.

بداية البحث باتجاه الحقيقة دوماً ما تميزها مصيبةٌ ما..

المصيبة تميز أيضاً لحظة الانتقال من الموت إلى الخلود..

أسألك: هل حدثت مصيبةٌ ما في حياتك؟

إذا لم يحدث، فكيف يمكن للبحث عن الحقيقة أن يبدأ عندك؟

لا بد لوعي الإنسان أن يلاقي مصيبةً أولاً..

المصيبة تعني مواجهة إمكانية انتهاء النفس وجهاً لوجه.

انطلاقاً من هذا تحديداً تتولد الرغبة بتحقيق الوجود الأسمى وتبدأ الحملة والرحلة إليه.

لم يبدأ أي شخص بالبحث عن الحياة الحقيقية دون استراق نظرةٍ من عيون الموت أولاً،

ولن يستطيع أي شخص البدء ما لم يفعل ذلك.

الحياة بحث، لكن إلى أن تتم مواجهة الموت، فلن يصبح هذا البحث أهم بحث عندك.

قبل أن تتم المواجهة، يستمر المرء بالبحث عن أشياء تافهة ويستمر بالموت دون جدوى..

وبينما لا يزال يبحث عن التوافه ويجمّعها، يأتي الموت ليجمعه معها...

لكن في اللحظة التي تواجه عيونُه الموتَ فيها، يتم اختبار أزمة غير مسبوقة..

هذه الصدمة توقف نعاسه وأحلامه، ويصير من المستحيل الشخير بعدها.

هذه الساعة، ساعة الأزمة، توقظه إلى وجود إمكانيات الحياة..

بعدها يصير وعيه مشغولاً بقهر وتجاوز الموت.

لذلك أقول لك: اذهب وابحث جيداً عن الموت.. موتوا قبل أن تموتوا..

من الأفضل أن تذهب لتبحث عنه قبل أن يأتي هو باحثاً عنك..

لا يوجد أي شيء أكثر أهمية وأكثر أبدية من هذا.

أضيفت في:2-1-2017... كلمة و حكمة> همسات من الحياة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد