موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هل تعرف قصة المقاطعة الريفية الصينية كزينيانغ؟ وإعادة كتابة حياة ملايين الناس؟

هناك العديد من الدول في العالم والمساحات الواسعة من الأرض مبلية بنقص عنصر اليود... في سنة 1996، تم تقدير أن الصين فيها حوالي 10 ملايين شخص يعانون من التخلف العقلي بسبب نقص اليود في التربة.

في سنة 1989 عندما زار طبيب الأمراض العصبية والطفولية Dr. G. Robert DeLong من جامعة Duke University Medical School المقاطعة الريفية الصينية كزينيانغ Xinjiang كان التخلف العقلي شديداً فيها... كما أن أشكالاً أخرى من الإعاقة انتشرت هناك: حالات الإجهاض، ارتفاع نسبة الوفيات في المواليد، إعاقة النمو، الطرش، ولادة أجنة ميتة، وتؤثر بعدد كبير من السكان.

بعض البالغين مكتملي النمو ظهروا صغاراً بحجم الأطفال... وبعض الأطفال بعمر 5 سنوات ظهروا بعمر المواليد حديثاً... حسب الطبيب DeLong فقد كان كل الأطفال بشكل مشوه وحزين.. "بعضهم أظهر تخلفاً عقلياً شديداً ولم يستطع المشي أو الوقوف وحتى الجلوس... وحتى أولئك الذين لا تبدو عليهم علامات الإعاقة الجسدية القوية، كانوا كسالى وبليدي العيون".

حيواناتهم المدجنة كانت أيضاً ضعيفة وتنتج مواليد ميتة، جاعلة المقاطعة فقيرة وبائسة..

ونظراً لأن هذه المنطقة من الصين كانت تعتبر مسكونة بـ"القرويين الأغبياء" منذ عهد ماركو باولو في القرن الثاني عشر، فالناس فيها تم ببساطة "شطبهم من التاريخ".

الملح الميود لم يكن خياراً متاحاً لعدة أسباب اجتماعية وعوامل سياسية بما فيها الخوف من الملح.

قام الطبيب DeLong مع زملائه في الصين بالبحث في الموضوع ورفضوا عدة حلول لإعطاء اليود للناس... في النهاية، نظر الطبيب إلى قنوات الري في الحقول، وتساءل عن إمكانية إضافة اليود كنقاط متواصلة إليها.. بتلك الطريقة، تقوم النباتات بامتصاص اليود، وكذلك الحيوانات ستأكل النباتات، والناس في أعلى سلسلة الغذاء سيحصلون على ما يكفي من اليود.

كيف قاموا بذلك؟ كان عليهم أن يكونوا عمليين... فكر بأبسط تقنية ممكنة..

قاموا بتثبيت برميل معدني سعته 55 غالون على جسر خشبي فوق قناة الري... وصلوه بأنبوب وملاقط ليسكب نقاط متواصلة ثابتة من اليود في الماء.

بعد ذلك، ملؤوا البرميل بمحلول يوديد البوتاسيوم، وقاسوا كمية اليود المنحلة في الماء في أسفل حقول القرية... عندما جهز كل شيء، استأجروا فلاحاً ليحرس البرميل من السرقة، ينام في الليل على الجسر ملتفاً بغطاء بسيط... وعندما يفرغ البرميل من اليود، يستمر الفلاحون بإعادة ملئ البراميل.

 

كيف تناقصت نسبة موت الأطفال إلى النصف؟

بعد سنة:

تناقصت نسبة موت الأطفال إلى النصف

ازداد إنتاج الخراف 40%

قياسات لاحقة أظهرت أن متوسط طول الطفل بعمر 5سنوات ازداد 10سم.

متوسط ذكاء الأطفال المولودين بعد مشروع اليود ازداد 16 نقطة ذكاء حسب اختبار IQ.

حالات الإجهاض والمواليد الميتة عند الحيوان تناقصت أيضاً 50%

 

مع حلول سنة 1997، The Thrasher Foundation, The Joseph P. Kennedy Foundation and Kiwanis International قامت بتعهد تمويل مشروع اليود في أقنية الري... وصار تنقيط اليود حالياً مطبقاً لأجل 2.6 مليون شخص صيني.

13.5 طن من اليود تم تنقيطها في ماء الري في القرى...

كم هي كلفة مثل هذا المشروع الذي ينقذ الحياة ويغير نوعيتها جذرياً؟ أقل من 6 سنت للشخص الواحد... ذلك كل ما كلفهم لإعادة كتابة حياة ملايين الناس الذين كانوا "مشطوبين" من التاريخ طوال 500 سنة.. هل حال العرب مثلهم اليوم؟

 

في كازاخستان، وهي بلد من آسيا الوسطى، حاول مسئولو الصحة العامة كثيراً رفع وعي الناس تجاه أهمية اليود لأجل الذكاء... نشروا لوحات كبيرة تحمل رسالة اليود.. ووزعوا المنشورات وكتيبات ليدرسها طلاب المدرسة في الصف السابع... حتى أنهم خلقوا شخصية كرتون: سوبرمان اليود البطل العظيم ليشجع الأطفال ألا يكونوا أغبياء: "تناولوا الملح الميود" (ملاحظة هامة: الملح الميود مصدر سيء وضعيف جداً لليود لأن معظم يوديد البوتاسيوم القليل فيه يتبخر ريثما يصلك، ونسبة امتصاص ما يبقى هي 10% فقط ولا يحتوي الشيء الأهم وهو اليود الصرف).

حتى مع كل تلك الأدوات التعليمية والحملات التثقيفية، لم تكن Valentina Sivryukova رئيسة الاتحاد الوطني للجمعيات الخيرية متأكدة من انتشار الرسالةـ حتى في أحد الأيام كانت تسير في سوبرماركت، وسمعت شاباً صغيراً يمازح صبياً آخر: "ماذا بك؟ هل أنت ناقصك يود أم ماذا؟؟".

 

ما هو الفرق الذي تصنعه زيادة 16 نقطة ذكاء؟ IQ

في زائير، البلد الأفريقية، قام عمال الصحة العامة بالسفر إلى المناطق النائية، حيث كان التخلف العقلي منتشراً جداً، وحيث شعروا أن أفضل طريقة لإيصال اليود لعامة الناس هي حقنهم باليود مع زيت نباتي خاص حامل له... في إحدى الحالات، كان هناك رجل بالغ معدل ذكائه حوالي 50-IQ معاق عقلياً لدرجة كبيرة بسبب نقص اليود، لدرجة أنه لم يفهم أنه بحاجة لارتداء الثياب... أهله الكبار بالعمر كانوا خجلين منه لدرجة أنهم اضطروا لحبسه في البيت لكي لا يزعج القرويين بخروجه دون ثياب.

بعد أن أعطاه عمال الصحة العامة حقنة من اليود، تعلّم ارتداء ثيابه باستمرار وصار قادراً على مهنة بسيطة بتحميل حجارة الطوب في عربة نقل.. وذلك لم يساعد العائلة مادياً فحسب، بل أيضاً حسن مكانتهم وسمعتهم في القرية... كان أهل ذلك المريض من بين عشرات الأهالي الذين ساروا عدة أميال لكي يشكروا عمال الصحة العامة على تغيير حياتهم.

لسوء الحظ، كان من الصعب دائماً صنع الوعي بأن اليود ليست قضية تشغل الدول الفقيرة فحسب، حيث التخلف العقلي أو القماءة والتشوهات تشكل مشاكل صحية ضخمة...

بلدان كبيرة مثل الهند، صارت جدية جداً اليوم تجاه أهمية الملح الميود (ملاحظة مكررة أعلاه)همية

 لدرجة أنه يمكن أن تذهب للسجن إذا كمشوك تنقل أو تبيع ملحاً غير ميود.

وها نحن اليوم في بداية القرن الواحد والعشرين... إذا كان نقص اليود هو السبب الرئيسي للتخلف العقلي، وإذا كان اليود يستطيع شفاء أمراض وسرطان الثدي وغيره الكثير من الأمراض، فلماذا لا نعرف كثيراً عنه؟ لماذا نعتقد أن اليود هو مجرد مركبات معقمة من الصيدلية واليود مادة سامة للابتلاع؟ ولماذا نعتقد أننا نأخذ حاجتنا الكافية من اليود في طعامنا أو في ملحنا الميود الواهم؟

ولماذا يسود المعتقد الخاطئ بأن الغدة الدرقية هي فقط من يحتاج اليود؟؟

اليود أول دواء استعمل منذ 15 ألف سنة...

متى اختفت المعلومات عن اليود من المدارس الطبية والمكاتب الطبية؟ ولماذا؟ من الذي سرق اليود؟

يتبع....

 

شاهد واقرأ المزيد:

ثورة اليود وإنهاء السرطان وكثير جداً من الأمراض:
http://www.alaalsayid.com/index.php?artid=3773
استخدام محاليل اليود في الشفاء، علاج السرطان وكثير أمراض منتشرة:
http://www.alaalsayid.com/index.php?artid=3427
معلومات مرفقة عن جرعات اليود - ثورة اليود:
http://www.alaalsayid.com/index.php?artid=3776

 

 

 

 

أضيفت في:7-2-2017... الغذاء و الشفاء> السرطان
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد