موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

بعض الكلمات عن المعلم الحقيقي والمعلم المزيف

لمن يهمه الموضوع.. بعض الكلمات عن المعلم الحقيقي والمعلم المزيف

ومقارنات تفتح العيون حول المعلمين والروحانيين ومن يكتبون بمنطق وبراعة..

بعد سؤال أحد الأصدقاء اليوم أكتب لكم من قلبي هذه الكلمات لكي توضح بعض الأمور وتوفر عليكم سلك طرق تضيع الوقت والعمر دون فائدة.

المعلم الحقيقي أولاً هو الحياة بكل ما فيها من أحداث وأشخاص إيجابيين وحتى سلبيين..

حتى يمكنك أن تتعلم أحياناً مثل قصة حسن البصري، من كلب ولص وطفل..

إذا كنت أنت تلميذاً وعطشاً ستجد أن كل شيء يعلمك، والكتاب خير جليس ومعلم.

أما موضوع أن تقرأ وتكون تلميذاً عند شخص محدد واحد، فهنا يلزم الحذر جداً!

أنا هنا لا أدعي أنني معلم لأحد أبداً.. فقط أتجاوب مع أسئلة اليوم من الأصدقاء.

هناك كثير ممن يدّعون أنهم معلمين أو روحانيين، نكتشف لاحقاً أنهم مزيفين لأنهم غير مدفوعين بحقيقة اختبروها، بل مدفوعين بعقد النقص أو الأطماع الدنيوية أو الغير دنيوية، بالمكاسب المادية أو النفسية.

المعلم الحقيقي كشخص، يفتح عيونك ويجعلك بسرعة معلماً على نفسك..

المعلم المزيف، يبقيك مخدراً مدهوشاً لشخصيته وقدراته وكراماته وأنه أعلى قداسة ومكانة منك..

وغالباً أنه جلب وعيه وقداسته من الله أو من حيوات سابقة، لذلك أنت لا تقدر أن تصير مثله في هذه الحياة!

المعلم الحقيقي يقول لك عندك رجلين فامشي لوحدك: فلا يجعلك تتبع أحداً إلا نفسك ولا تستفتي إلا قلبك...

المعلم المزيف يقول لك ليس عندك رجلين ولا عيون ترى بهما لوحدك: بهذا دوماً يجعلك تعتمد عليه، تؤمن به، تتبارك بذكره أو بصورته أو آثاره وسحره إلخ...

المعلم الحقيقي ليس همه أبداً صنع منظمات وأعداد أتباع، بالعكس، يتجنب الحشود..

ولأنه يعيش فعلاً الحقيقة التي يعلمها لغيره، فالحقيقة هي رحمة لا تساوم وكثيراً ما تدفعه للانسحاب من الحشود أو طرد قسم كبير من تلاميذه إذا وجدهم لا يعملون فعلاً على تطوير وعيهم.

المعلم الحقيقي يقول لك أكبر معجزة ألا تعمل أي معجزة..

المعلم المزيف يدّعي أن عنده معجزات وطاقات خاصة ومقدرات تجاوزية..

حتى بعضهم يقدر أن يقنعك علمياً ومنطقياً بهذه الأوهام.

ماذا بعد..

الكتاب الذي يعلمك حقاً ويرفع وعيك، تجد أن صفحاته هي رحلة من التحويل وليست حملة تحميل من المعلومات والفلسفات والنظريات والقوانين الميتة والمصطلحات المستوردة..

الكتاب الحقيقي يفتح عيونك لأبعاد وعي أعلى، لفهم أكبر للنفس وللفكر وللروح، فيه تجاوز للفكر وليس حشو للفكر... فيه مشاركة للاختبار لا ترجمة ونقل للأخبار.

الكتاب الحقيقي لا يبرمجك بطرق وأسماء جديدة، بل يفك البرمجة والتشفير..

الكتاب الحقيقي بسيط وعفوي من قلب الكاتب.. لأنه يعيش الحقيقة ويهضم الكلمات فيوصلها لك من القلب إلى القلب..

الحقيقة هي الصمت في قلبك وهي شيء بسيط لا يحتاج وسيط.

 

 

 

 

أضيفت في:17-2-2017... زاويــة التـأمـــل> تأمل ساعة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد