موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

رموز التنويم المغناطيسي في الطب الحديث

هناك أربع رموز أساسية أرغب بجلب انتباهكم لها هنا... وأهم شيء يجب تذكره هو أن هذه الرموز تتآمر سوية لإنتاج "نظرة محددة للذات" عند المريض.

تحت تأثير هذه الرموز، يصبح المريض يرى ذاته بطريقة محددة، وهذه الطريقة تؤدي إلى إنقاص طاقته الخاصة به... وإنقاص هذه الطاقة تجعله فعلاً يرى ذاته أصغر فأصغر...

وتتوالى الآثار المتعاقبة وتزداد.. يرى ذاته أصغر، فيصبح يعتقد بأن ليس له أي دور هام في صحته وسعادته ورحلة شفائه.

ومع حمله لتلك القناعة المتزايدة، يبدأ يعتقد بأن جسده يتدهور ويتحلل بالتدريج..

هذا الاعتقاد هو نظرة للذات... وهذه النظرة تعمل مثل المغناطيس الذي يجذب ويفسر الأحداث كدليل إضافي على جسد يزداد ضعفاً وتدهوراً..

 بالطبع هذه الحقيقة المفترضة هي أبعد ما يكون عن الحقيقة.. لكنها هي الحقيقة التي يختارها المريض... وذهنية الضحية تخلق واقع وجسد الضحية.

 

فقط الأنبياء والحكماء هم الذين يقولون الصدق والحق.. يقولون لك لكل داء دواء وهو الغذاء.. يقولون لك أن دواؤك فيك وما تشعر وفيك انطوى العالم الأكبر.. يقولون لك أن إيمانك يشفيك..

أما الطب الغربي السائد يبنى تجارته على المكر والنفاق ويعتمد على هذه الرموز الأربعة الأساسية كنوع من البرمجة الخفية للعقول وصنع الزبائن المستهلكين:

 

1- الرمز الأول هو "العارض"... يرى الشخص ويختبر مشاعر وتغيرات جسدية، وفي عيادة الطبيب، يتعلم أن هذه العوارض تعني "شيئاً ما" حسب الاعتقاد الشائع بين الناس.

صار لديه عوارض.. وهي لن تزول من تلقاء نفسها، بل هي شيء جدّي.

 

2- الرمز الثاني هو "الحالة"... تشخيص الطبيب للعوارض يوضح للمريض بأن لديه مرض أو اعتلال أو خلل معين.. ويتم إطلاق عنوان أو تسمية خاصة.. الآن ليس هناك أي شك بأن المريض لديه هذا الاسم من المرض.. إنه شيء أو كيان معين.. ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو شيء مفرد واضح وثابت ومُشخص جيداً.

 

3- الرمز الثالث هو "العلاج".. وهذا هو الشيء الذي يقوله الطبيب للمريض وعليه أن يفعله فوراً.. خذ هذا الدواء الكيماوي.. اخضع لعملية جراحية أو علاج أشعة.. هذا العلاج سيخلصك من الحالة.. والعلاج محدد خصيصاً لهذه الحالة لا تقلق.. إنه مصمم للتعامل مع حالتك، وهو حل المشكلة.

 

4- الرمز الرابع هو "الطبيب".. إنه يعرف!.. ولا أحد سواه يعرف شيئاً.. إنه صاحب السلطة والمشورة في القضايا الصحية.. هو المسؤول عن إدراك وتمييز العوارض، وهذا يقوده إلى تشخيص الحالة، والذي بدوره يقود إلى وصف العلاج.. هذه العملية مقفولة ومرسومة سلف.. ولا داعي للاهتمام بأي عوامل أخرى.. فالطبيب قد حكم على المرض وألغى كل الاحتمالات الأخرى.

 

هذه الرموز الأربعة تقود المريض إلى حالة من الطاعة.. وفي تلك الحالة، يدرك أن طاقته وإرادته الخاصة جانبية وليس لها أي قيمة أو أهمية.

 

بالطبع هذه ليست زيارته الأولى لعيادة الطبيب.. وهذه ليست أول مرة يعبر فيها خلال سلسلة الرموز الأربعة.. لذلك، يتم تضخيم تأثيرها عليه مع مرور الوقت.

وكل زيارة تالية إلى العيادة، تؤكد أن المريض يحصل على مزيد من العوارض، وكل منها يدل على حالة جديدة..

ومع تراكم الحالات فوق بعضها، تزداد قناعة المريض بأن جسده مصنوع من عدة أمراض قادمة من مكان لا يعرفه أي أحد..

ينظر المريض إلى نفسه كمجموعة من العوارض التي تدل على حالةٍ وتستلزم علاجاً.. هذه تصبح شخصيته الجديدة التي يحدد ذاته بها.

ومع مرور الوقت تميل حالته لتصبح أكثر جدية وسوء...

لا يتخيل المريض أبداً أن العلاجات السامة التي يتناولها قد تساهم أو حتى تسبب حالات أكثر سوء من الحالة الأساسية، لأن كل مرض له اسم خاص ومنفصل كما لو أنه موجود لوحده في الفراغ... الطبيب يتعامل مع كل تشخيص بتلك الطريقة الآلية: "الآن لديك هذا المرض أو ذاك، وعليك تناول هذا الدواء أو ذاك".

عندما يصل المريض إلى نقطة يرى فيها نفسه مجرد هذه العوارض والحالات وليس أي شيء آخر، يقوم ببساطة بانتظار وصول مجموعة جديدة من العوارض والحالات....

 

هذه هي قوة الرموز ومدى تأثيرها العميق في شخصية وحياة الإنسان..

 

في عالم أفضل، سيتم تعليم الناس طرق استعمال وآثار النوايا والرموز، قبل الخضوع إليها..

 

قد يقول لي البعض: "ماذا تعني بالرموز؟؟ الطبيب هو شيء حقيقي، وأنا كمريض لديّ فعلاً مشاكل جسدية، وقد قام الطبيب فعلاً بإجراء التشخيص، وأنا الآن أتناول أدوية حقيقية من الصيدلية.. لماذا أنت تتحدث عن الرموز؟!"

الجواب هو أن ما يقيد المريض ويكبله هو ما يحدث في فكره تحديداً... والذي يحدث في فكره هو استعراض عسكري لهذه الرموز الأربعة.. فهي التي تشكل أساس نظرته إلى نفسه.. يقوم بتدوير وتكرار هذه الرموز داخل رأسه، فيقبلها، ويضع نفسه في سجنها، ويبدأ يرى جسمه يذوي ويتحلل... يقول داخله:
"أنا شخص مريض وأزداد سوءاً.. هذه هي حالتي وهذه هي شخصيتي.. إنني أنتظر المجموعة التالية من العوارض ثم التشخيص ثم العلاج المناسب من الطبيب.. كل الأفكار الأخرى حول مَن أكون أو ماذا أقدر أن أفعل هي أشياء خارج القضية.. لا داعي لجلب أي أفكار غريبة وجديدة.. هل أقدر على أن أكون أكثر من مجرد مريض تزداد أمراضه؟ ماذا يعني ذلك؟ لا أرى أي شيء فيه".

الشخص لا يفهم شيئاً عن الرموز، ولا يفهم كيف يقوم بالتعامل معها، لذلك يقوم بإغلاق الباب على حياته وعلى مستقبله... وهذه عملية ليست ضرورية ولا إجبارية لكنه لا يستوعب هذا.

 

هل أنا أدّعي هنا أن كل شيء مجرد أشياء تحدث في الفكر؟ وأن لا شيء آخر يهم؟

وأن لا أحد فعلاً يصاب بالأمراض؟

لا... لكني أقول لكم أن مقداراً ضخماً مفاجئاً من مستقبل المريض يأتي من طريقة إدراكه أو عدم إدراكه للرموز وكيفية قراءتها وتفسيرها، كيف يقوم بقبولها أو رفضها، كيف يختار الرضوخ لها أو تجاوزها...

نعم بالطبع هناك طبيب، (معظمهم بياعين أدوية، تسمية أفضل).. نعم هناك شيء يعتبر مرض جسدي ملموس... نعم الطبيب يقوم بالتشخيص ويدعو المرض بحالة لها اسم محدد.. لكن كل هذه العوامل لا تقحم نفسها داخل فكر المريض إلا إذا قام الطبيب بإقحام نفسه وشخصيته داخل رأس المريض المسكين.. في الفكر هناك رموز عن تلك العوامل، وهذه الرموز هي الشيء الذي يتعامل معه المريض في رحلة شقائه أو شفائه... عند معظم المرضى وعلى الأمد الطويل تتجه العملية للأسوأ والسبب هو التجارة والجهل عندنا جميعاً..

لنقرأ ونتأمل ونستيقظ... الشفاء خيارك أنت وهو خطوة تجاه الصحوة.

أضيفت في:15-11-2019... فضيحة و نصيحة> فضائح "الطب"
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد