موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

من ردود فعل الفكر إلى الاستسلام لبوح القلب

رد فعل الأنا الفكري المدافع: "أنت شخص أناني جداً ولا تراعي الآخرين، لا تتكلم معي بعد الآن!"
الاستسلام للقلب والبوح بالشعور: "عندما عرفتُ أنك وضعتَ خطة لنهاية الأسبوع، شعرتُ بالحزن والجرح لأنني أردتُ فعلاً تمضية بعض الوقت في التواصل معك".

رد فعل الأنا الفكري المدافع: "حسناً، أنا لا أحتاجك هناك ولا حتى أريد تواجدك هناك على أية حال".
الاستسلام للقلب والبوح بالشعور: "أنا أفهم فعلاً أن عندك كثيرٌ من المشاغل، وأنا أشعر بالحزن لأنك لن تقدر على الحضور".

رد فعل الأنا الفكري المدافع: "لا جدوى من الحديث معك، لأنك لا تصغي إليّ، ولذلك لن أقوم حتى بشرح الموضوع!"
الاستسلام للقلب والبوح بالشعور: "أنا أشعر بأنك لا تسمعني في هذه اللحظة، وهذا يجعلني مهموماً وأشعر بالوحدة الآن".

....
تقوم "الأنا" عندنا بحَمل وتذكّر كل جروحنا الماضية وصدماتنا النفسية القديمة، وهي تحمل مفهوم "مَن نحن؟" استناداً على التجارب والبيئة السابقة التي نشأنا فيها (وليس على الحقيقة الواقعية).
في مجال العلاقات، تصبح "الأنا" مفعّلة بشكل كبير... وعلاقتنا الأكثر قرباً وحميمية تصبح مسرحاً للأنا لإعادة تمثيل غير واعي لكل ما مضى من خيانات أو قصص رفض أو هجر وآلام عاطفية.

تحاول الأنا حمايتنا: دوماً تشتت أو تحرف الموضوع أو تقوم بصنع الإسقاطات على الآخر... ودوماً تلعب دور المدافع، لأنها مستعدة لفِعل أي شيء لتجنب شعور الجرح أو الأذية النفسية من جديد.
عندما يقع الناس في صراع بين الأنايااات عندهم، ستلاحظ أن التركيز الوحيد عند كل الأطراف هو سلوك الآخر:
"لقد فعلتَ كذا"... "أنت دائماً ستكون هكذا"... "أنت فعلتَ كذا بسبب كذا"... "أنت لن تتغير أبداً".. إلخ

ردود فعل الأنا الدفاعية هذه، تكون دوماً ممتلئة بالافتراضات وبالمعاني الخاصة التي نصنعها داخلنا حول الآخرين..
وهي تكون دوماً إما سوداء أو بيضاء، وحاسمة دون إعطاء فسحة لرأي أو اختبار الشخص الآخر....
بسبب هذا، تصبح الأنا عند الآخر مفعّلة في محاولة منها للحماية.. وهنا لا نجد أي بوح أو إصغاء للقلب أو حس الفضول أو التواصل الحقيقي.

عدد قليلٌ منا قد رأى كيف يكون الحوار الناضج الشفاف من قلب إلى قلب ضمن خلافٍ ما.
الاستسلام للقلب والبوح بالشعور يتطلب منك الوعي والتمرين على ذلك.
في البداية، علينا التنفس بوعي ورؤية العواطف المتأججة التي تقدر على إخلال توازننا أحياناً...
وبعدها، علينا التمرّن على تأمل "توقف وكُن شاهد" لوقت كافي وعدة مرات خلال اليوم، إلى أن نشعر بالعواطف الجذرية التي تكمن خلف ردود فعل الأنا...
وفي العادة، نجد أن هناك خوف، أو خجل، أو جروح ماضية من هجر الآخر (شريك أو أهل) معظمنا لا يعرف ولا يألف حتى التعبير عنها.
اختر صديقاً قريباً لك وابدأ بهذه التجارب معه أو في التأمل الحركي لوحدك أحياناً.

أضيفت في:19-5-2021... زاويــة التـأمـــل> تأمل ساعة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد