<<<< >>>>

جرب ولا تحتار

HTML clipboar

كان أديسون يعمل على تجربة معيّنة طوال فترة ثلاث سنوات متواصلة وفشل خلالها سبع مئة مرّةٍ، وأحبط زملاءه وتلاميذه جميعهم. وكان يأتي في كلّ صباحٍ، سعيداً، وفرحاً، ومستعداً للبدء من جديد. لقد أضاع الكثير ومنها سبع مئة مرّةٍ وثلاث سنوات من حياته! وكان الجميع شبه متأكّدين أنّه لن يتوصّل إلى أيّ شيء، وبدا كلّ شيء مجرّد سرابٍ ولا منفعة منه.

 

اجتمعوا جميعهم وقالوا:

"سنصاب بالجنون! فهذا الرجل يكون دائماً سعيداً، ويأتي كلّ يوم مستعداً للعمل وكأنّ شيئاً لم يكن، وكأنّه نسي كليّاً أنّه أهدر ثلاث سنوات".

 

فتوجّهوا إليه وقالوا له:

 "لقد فشلنا سبع مئة مرّةٍ، وهذا فشلٌ ذريع، إذ لم نتوصّل إلى شيءٍ بعد، وعلينا أن نتوقّف".

 

فضحك أديسون بصخب، وقال: "ما الذي تقولونه؟ أيّ فشلٍ؟ لقد نجحنا في معرفة أنّ هذه الوسائل السبع مئة لن تجدي نفعاً. وإن كان هناك ألف إمكانيّةٍ، فقد تمكّنا من تجربة سبع مئة منها، ولا يبقى أمامنا سوى ثلاث مئة. إذاً، نحن نقترب من الحقيقة في كلّ يوم! فمن قال لكم أنّنا فشلنا؟ لقد فتحنا سبع مئة بابٍ ولم نجد الباب الصحيح، ولكنّنا تعلّمنا أمراً واحداً. وما من وسيلةٍ أخرى لمعرفة أنّها لم تكن الأبواب الصحيحة. ولو لم نجرّب، لما عرفنا، ولكنّا نقف على الباب الأوّل نفكّر ما إذا كان هذا هو الباب الصحيح. أما الآن، فقد تأكّدنا أنّ الأبواب السبع مئة ليست الصحيحة. وهذا إنجازٌ ما بعده إنجاز!"

 

لا تتمسّك بالماضي وابقِ دائماً منفتحاً ومستعداً للتجارب... ومستعداً للسير في طريق لم تسلكه من قبل. ومن يعرف؟ حتّى ولو ثبت أنّه غير مفيد، ستبقى تجربة بالنسبة لك.

أضيفت في باب:30-7-2009... > قصة و رقصة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد