<<<< >>>>

العيلة أكبر علة

الإنسان الواعي والحر دائماً عنيد وصاحب قرار... عائلته الأصلية هي الفضاء والحرية... وفي الواقع، صارت العائلة أكبر عائق ضد تطور ونمو البشر...

العائلة هي الوحدة الأولية التي تصنع الدول والعروق والتيارات والمذاهب وكل ما هو بشع في الحياة... كل هذه التقسيمات التي صنعت آلاف الحروب والمجازر باسم الوطن والله والدين... ومن الذي يشدد ويحافظ على العائلة؟ طبعاً أصحاب المصالح ورجال السياسة والدين...

 

طبعاً.. إذا زالت العائلة ستزول كل التجارات والمنظمات الدينية... بدون العائلة وبرمجتها للأولاد من أين ستحصل على يهوديين وهندوسيين ومسلمين ومسيحيين؟

 

لهذا على العائلة أن تختفي بسرعة... العائلة هي سبب كل علة... جسدية نفسية وروحية... علينا أن نفهم التركيبة النفسية للعائلة وماذا تسبب لوعي الإنسان:

 

أولاً: العائلة تشفر وتبرمج الطفل على معتقدات دينية محددة، على مفاهيم سياسية، على فلسفات ونظريات... والطفل متقبّل وبريء جداً وضعيف، لذلك يمكن استغلاله بسهولة... لا يمكنه قول "لا".. حتى أنه لا يخطر في باله رفض الكلام والأوامر، وإذا خطر في باله فلن يرفض، لأنه معتمد تماماً على العائلة.

الطفل لا حول له ولا قوة، لذلك نجده دائماً مضطر للموافقة والسير مع عائلته، ومع أي جهل وحماقة تفرضها عليه.

 

العائلة لا تساعد الطفل لكي يبحث، بل تعطيه معتقدات جاهزة، والمعتقدات سموم وهموم... حالما يحمل الطفل المعتقدات سيصبح معاقاً مشلولاً مقطوع الجناحين... فكيف سيبحث عن الحقيقة؟... عندما يكبر ويصبح قادراً على البحث سيكون مشفراً كثيراً، ولذلك كل بحث يقوم به سيرتبط بتحيز وأفكار مسبقة، وإذا كنت متحيزاً مجاملاً مشفراً لن يكون بحثك أصيلاً أبداً... لديك استنتاج جاهز، تعرف النتيجة قبل إجراء التجربة، وأنت ببساطة تبحث عن إثباتات لتدعم استنتاجك وجهلك... لهذا لا يمكنك اكتشاف الحقيقة.

 

لهذا لا يوجد إلا القلة القليلة من المستنيرين في العالم:

السبب الأساسي هو العائلة... وإلا كل طفل يولد بنور الله، وفيه القدرة على الوصول لأعلى مراتب الوعي واكتشاف الحقيقة وعيش الجنة هنا والآن...

لكن العائلة تدمر كل هذه العطايا والهدايا الإلهية... تزيل كل الأبعاد والوديان والجبال وتجعل الطفل مسطحاً ورقماً بين الأرقام...

 

كل طفل يأتي حاملاً معه ذكاءً خارقاً لكن العائلة تجعله أبلهاً أو متوسط الغباء والذكاء، لأن الحياة مع طفل ذكي مشكلة كبيرة، إنه يشك في كل شيء، يبحث ويسأل، يرفض الأوامر ويتمرد، والعائلة تحتاج للقطيع، لشخص مطيع مستعد ليتبع ويقلد دون مناقشة وتطبيع...

لهذا منذ البداية يجب تدمير بذرة الذكاء عند الطفل وتقريباً حرقها بالكامل لكي لا يبقى إمكانية انتعاشها من جديد...

 

حقاً إنها معجزة كيف استطاع بعض الأشخاص المميزين كالرسول، والمسيح، زرادشت، لاوتسو، وبودا أن يهربوا من بنية المجتمع ومن مصيدة العائلة وبرمجتها... يبدو أنهم قمم عالية جداً من الوعي، لكن في الواقع كل طفل يولد بنفس الصفات والإمكانيات والبركات...

 

99.9% من الناس يمكنهم أن يستنيروا... فقط على العائلة أن تختفي... وإلا سيكون هناك مسيحيين محمديين هندوسيين وبوديين... لكن لن يكون هناك أي مسيح أو محمد أو بودا أو كرشنا...

النبي محمد تمرد ضد المعتقدات والمجتمع الذي عاش فيه، بودا تمرد ضد واقعه، والمسيح تمرد أيضاً... كلهم كانوا متمردين إلى الحق، والعائلة دوماً ضد كل روح متمردة...

 

إذا أردنا إنقاذ مستقبل البشرية يجب تدمير كل المعابد وبناء العابد، عندها فقط يمكن للبشر أن يتوحدوا معاً... كل هذه الأديان يجب أن ترحل، وعندها فقط يمكن للإنسان أن يكون خليفة على الأكوان وأخاً لكل إنسان...

 

لقد كان ولا زال المسيحيين والمحمديين والهندوسيين واليهوديين يتحدثون عن الأخوّة والمحبة والإنسانية، لكنه مجرد كلام ورياء وكل ما فعلوه حتى الآن هو العكس... أيديهم مليئة بالدماء... لقد كانوا سبباً للعنف أكثر من أي أناس آخرين... قتلوا وذبحوا واغتصبوا واقترفوا كل أنواع الجرائم باسم الدين... وكل المجرمين بينهم تمّ وعدهم أن لهم مكانة وامتيازات خاصة في الجنة لأنهم يقتلون أو يُقتلون باسم الدين... هؤلاء هم الذين كانوا ولا يزالوا يصنعون الحروب الدينية، الجهادية والصليبية وغيرها الكثير...

من جهة يتحدثون عن المحبة والأخوّة والإنسانية والله، لكنه مجرد كلام... كلام يعطي غطاءً جميلاً لإخفاء كل الجرائم والتدمير الذي يحملوه في أنفسهم.

 

إنني لستُ مع تعليم الهندوسيين لكي يكونوا إخوة مع المحمديين أو غيرهم، لأن هذا غير ممكن.. خمسة آلاف سنة من التجربة هي إثبات كافي على فشل هذا الأسلوب.

ما لم يخرج الهندوسي من برمجته، ويخرج المحمدي من برمجته، لا توجد أي إمكانية للتآخي بينهما... لستُ مع صنع تركيبة من كل هذه الأديان، حوار الأديان هو حوار الطرشان، لأنه سيكون تركيبة من كل أنواع الأمراض: من السرطان إلى السكري والسل.... وهذا لن يساعد أي أحد بل سيجلب المزيد من الدمار.

 

البشرية تمر بمرحلة حرجة جداً... ويجب أن نقرر ما إذا نريد العيش حسب الماضي، أم نريد أن نعيش طريقة جديدة من الحياة....

 

يكفي!.. لقد جربنا الماضي وكل أساليبه وفشلت كلها... وآن الأوان، نضج الإنسان، للخروج من قبضة الماضي وخلق طريقة حياة جديدة ومبدعة على هذه الأرض.

 

أضيفت في باب:4-8-2009... > محبة بلا رباط
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد