<<<< >>>>

اليقظة والوعي الجماعي والتطور الروحي

نحن بحاجة لإعادة كتابة التاريخ بكامله

لا يمكن تحقيق مستقبل متطور للبشرية إلا إذا قام رجالنا الحكماء بإعادة كتابة التاريخ استناداً على الحقائق المكتشفة حديثاً... وإلا سيبقى التاريخ يكرر نفسه، لأن البشرية لم ولن تتعلم من أخطائها البدائية.

التغيير الحقيقي يمكن تحقيقه بإدراك أن التاريخ دائماً ما كتبه ويكتبه الأقوياء والمنتصرون، أو أولئك الذين يتمسكون بمناصب السلطة، كما يجب إدراك أن التاريخ محرّف ومشوّه ومتحيّز... لقد تمّ تحريف كل كتاب مقدس بطرق خفية وماكرة، (مثال عنه التلاعب بالكتب وتفاسيرها لتقليل مكانة المرأة) وذلك لأجل التحكم بالناس.

لا يمكن إيجاد أي حقيقة ضمن الأكاذيب، ولا يزال البشر ضائعين ومتجولين يبحثون في الظلام... عميان تائهون في أرض العميان.

عدة حضارات ضخمة قديمة ومتطورة، مثل حضارة الإنكا، الآزتيك، الإغريقية، الرومانية، المستعمرة العالمية الاسبانية والفرنسية، كل هذه الحضارات الثرية تمّ تدميرها عدة مرات بسبب جنون وأوهام العظمة... ومع قدوم النهضة والفترة المستنيرة التي تلحق الدمار، فترة تكون كاشفة للحقائق بوضوح، تظهر الرغبة بالتغيير لصالح العرق البشري ككل ولأجل السلام والسعادة.

 

خساراتنا كانت ضخمة جداً:

كل تلك الحضارات المفقودة، لم يبق منها سوى التاريخ.. وكل المعرفة والحكمة التي نتجت عن تلك الحضارات اختفت كلها... حضارتنا الحديثة لا تزال مبنية على غرائز بدائية.

في عصر الإنسان البدائي القديم، لم يكن هناك لغة محكية، وتواصل الناس بإصدار الأصوات أو إظهار وضعيات جسدية.. في ذلك الوقت من التاريخ لم يكن الكذب موجوداً، لأنه كان من السهل قراءة لغة الجسد... (والحقيقة لا تحتاج كثيراً من الكلمات).

النساء كانت مهمة جداً، لأنها هي من تعطي وتمنح الحياة الجديدة للطفل.. والأطفال كانوا يعتبرون هدية من الآلهة (الرجال لم يكونوا قد عرفوا بعد دورهم في التكاثر وخلق الحياة).

http://www.alaalsayid.com/images/articles/feminine%20energy.jpgكان للرجال فقط دور الخدمة وكانوا حماة القبيلة... لكن بعد أن اكتشف الرجل أنه أيضاً مساهم هام في استمرار عشيرته، تغيّر التوازن بين أهمية المرأة والرجل، وحدث استيلاء الرجل على مزيد من السلطة، وهذا ما يُترجم على أرض الواقع بالمعادلة: كلما كان هناك سلطة أكثر، كان هناك هبوط وغرائز بدائية أكثر.

رجلٌ يريد نشر أكبر قدر ممكن من المورثات، وامرأة تبحث عن مرشح مناسب قوي شجاع وسيم وحكيم إلخ... ورغم أن الرجل لا يزال يعتبر نفسه منتصراً وفاتحاً عظيماً لكن الخيار النهائي في يد المرأة... الرجل يمكنه فقط بذل أفضل ما يستطيع: يندفع في سيارة فارهة، يرتدي ثياباً فخمة وغالية، ينمّي عضلاته إلخ... وهناك أيضاً غريزة بدائية أخرى عند الرجل وهي رغبة الصيد، التي يمكن رؤيتها في السلوك الذكوري الحديث، عندما يخرج من سيارته مندفعاً بسرعة إلى هدفه، أو عندما يكون في سوبرماركت فيقوم باختيار سريع وواعي (لكي يكون أول مفترس يصل إلى الفريسة)...

قام الرجل بسحب نفسه أقرب إلى السلطة، أراد أن يكون ملك قمة الجبل ويبقى هناك... ذكر القطيع الأكبر المسيطر، القائد الأعظم للقبيلة الذي يسعى لتأمين الحماية والسعادة والرفاهية لأتباعه وبهذا يتجنب الجوع والمعاناة.

انطلاقاً من وجهة النظر القديمة تلك، ولأجل الاستيلاء على السلطة والبقاء في مراكز التحكم بالناس، تمت كتابة الكتب المقدسة لإخضاع وكبت الناس والتحكم بهم بطريقة سهلة...

بالنسبة لي، أعرف أنني لا أعرف وأدري أنني لا أدري شيئاً عن كل أولئك الأشخاص في التاريخ القديم... بالنسبة لي شخصياً أحب أن أؤمن بشيء ما مثل الكل، لكن إيماني هو الحب ولا شيء سواه.. محبة، نور أبدي، وعي وروح... ورغم أنني أحترم المؤمنين وغير المؤمنين بنفس الدرجة، لكنني أرى أن الإنسان يملك الحق بالاختيار الأصيل والحر، إنه حر بأن يؤمن بأي شيء أو يصدق أي شخص... بالطبع، طالما ذلك ليس مؤذياً لتطور الفرد ومجتمعه.

 

إمكانيات مجهولة:

إذا استطاع فردٌ أن يتعلم ويسلك طريقاً (محباً)، فلماذا لا تقدر البشرية بكاملها أن تفعل نفس الشيء؟؟ تخيّل الإمكانيات غير المحدودة التي سنحصل عليها نحن كبشر، لو تم توجيهنا منذ البداية بحقائق روحية وواقعية؟؟

من ضمن تلك الحقائق، الاهتمام بحكمائنا السابقين وحكمتهم، لكن أيضاً تنشئة وحماية وتعليم حكماء حاليين أحياء بيننا هنا والآن... ومحبة مجتمعنا والمساهمة في تحسين الواقع المحيط بنا.

الحقائق الروحية تطوّر نفس الشخص بين صعود وهبوط كإنسان ينمو روحياً منطلقاً من الحب وعائداً إليه... إننا لا نملك ولا نحقق أي شيء في هذه الحياة.. هي دار ممر في رحلتنا الكونية الأبدية... كان لدينا العديد من المفكرين العظماء والأرواح المستنيرة مثل المسيح، النبي، الحلاج، أوشو، جوردجيف... جميعهم أمثلة عن قدرة الفرد على التطور الروحي، لكن مع ذلك لا يزال الوعي الجماعي في خطواته البدائية الطفولية الأولى بالنسبة للحقائق الروحية... لذلك يمكننا قول أنه لا يوجد أي وعي جماعي حتى الآن.

 

الوعي والتطور الجماعي:

أين كان بإمكاننا أن نكون في هذا الكون في هذه اللحظة، لو أن وعينا الجماعي تم تطويره؟ يزعم البعض أن أينشتاين امتلك أكبر دماغ وأن المسيح والنبي قدرا على صنع المعجزات.. عندما نطوّر الحب (وهو القداسة) داخلنا، فالسماء هي فقط ما يحدّنا...

إذا تم وضع العِلم لخدمة البشرية بدل خدمة الشركات والهيئات والحكومات، إذا قدر أطفالنا أن يستفيدوا من تدريس حقيقي ويأخذوا الإلهام من العلماء العظماء مثل تيسلا، وتم تطوير مواهبهم وكفاءاتهم بدل تلقينهم وبرمجتهم ليصيروا ببغاوات تكرر معلومات مزيفة ومتحيزة... عندها أين سنكون وكيف سنعيش؟

أضيفت في باب:1-11-2016... > اقطع الجذور!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد