موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

أوشو، الأسلحة النووية، والحرب العالمية الثالثة

إذا قمنا بتصغير كامل تاريخ العالم إلى سنة واحدة، حيث نقف نحن عند نهاية هذا السنة الطويلة... سيبدو التاريخ كالتالي:

تمّ تشكل كوكب الأرض في أول كانون الثاني... ولم تبدأ القارات بالانزياح إلى مكانها الحالي إلا منذ كانون الأول آخر شهر...

انقرضت الديناصورات قبل خمسة أيام من نهاية السنة، ولم يظهر الإنسان على الأرض إلا منذ ظهيرة يوم 31 كانون الأول.

اعتباراً من مكان وقوفنا، في منتصف ليلة رأس السنة، حدث العصر الجليدي منذ دقيقة فقط، وبوذا ولاوتسو وسقراط ظهروا منذ 17 ثانية فقط.

كامل العصور الحديثة منذ ولادة كارل ماركس حدثت في آخر ثانية قبل منتصف الليل...

عندما أفكّر بك يا أوشو الحبيب مثل نور يتوّج هذه السنة الطويلة،

يبدو لي، سواءٌ كان هناك رأس سنة جديدة أم لم يكن، أن هذه التجربة الكونية قد نجحت.

 

....سوف يكون هناك رأس سنة جديدة.. قوى الظلام قد تكون عظيمة لكنها لا تقدر حتى على مواجهة لهب شمعة صغيرة... عظمتها ظاهرية فحسب، لأن الظلمة في الأساس ليس لها وجود خاص بها، ليست إلا غياب النور.

النور له حضور خاص به، وامتلاك الشخص لحضوره ووجوده الخاص به هو القوة الحقيقية.

مهما طال الليل لا بد أن يبزغ الفجر... قد يكون العذاب كبيراً، وقد تصبح الظلمة أكثر فأكثر سواداً، لكن لا يمكن لشيء أن يمنع الإنسان الجديد من الظهور في الأفق.

بطريقةٍ ما، لقد أتى سلفاً، ولا نحتاج إلا لإدراك قدومه..

هناك شيء يجب تذكره دائماً، هو أن كل شيء مدمّر ضعيف، وأن الإبداع فقط هو القوي القادر على كل شيء.

الكراهية، الغضب، الغيرة، اليأس... قد تغمرك وتربكك للحظة فتعتقد أنك خسرتَ كل شيء، لكن كل تلك الأشياء ضعيفة وعاجزة.

لا يمكنها تدمير الكائن الأبدي داخلك... وفي الواقع، الحالة اليوم هي أكثر تدميراً من أي وقت مضى... لكن كما أراها، قد تُثبت أنها نعمة وبركة متنكّرة.

لقد جعلت الأسلحةُ النووية الحربَ شيئاً من التاريخ ومنتهي الصلاحية... إنها أسلحة دون معنى ودون فائدة... لا يمكن أن يكون هناك حرب عالمية ثالثة، والفضل كله يعود إلى الأسلحة النووية، السبب هو أنه لا جدوى الآن من خوض حرب عالمية.

لا أحد سيكون منتصراً، ولا أحد سيكون منهزماً، بل سيتدمر كل شيء.

الحرب العالمية الثالثة ستكون انتحاراً كونياً، والحياة ليست مستعدة للانتحار..

الحياة تريد مزيداً من الحياة.. والحب يريد مزيداً من الحب...

كل شيء جميل وحقيقي في الوجود لديه دافع داخلي للتمدد والتوسع..

لذلك يمكنني القول بتأكيد مطلق أن الحرب العالمية الثالثة لن تحدث أبداً.. لكنها صنعت فرصة عظيمة، صنعت ضغطاً ما في وعي الإنسان، بأنه إذا بقي غافلاً ونائماً كما هو فهذا شيء خطير.. يجب القيام بشيء ما لجلب مزيد من الوعي، لجلب مزيد من الحب ومزيد من النور.

الأسلحة النووية تخدم بطريقتين:

أولاً أوقفت إمكانية قيام حرب عالمية ثالثة، وثانياً أيقظت الإنسان لكي يطوّر وعياً أفضل ووجوداً أكثر تناغماً مع البشر والشجر والحجر... بالنسبة لي وكما أرى، كل شيء يسير على ما يرام.

أضيفت في:11-6-2016... رؤية للعالم الجديد> اقطع الجذور!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد