موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الإنسان نباتي لا حيواني

لو أن الإنسان اتبع توجهه الطبيعي لامتنع عن تناول اللحوم... هذا ما يقوله ويؤكده حكماء وعلماء كثر في الشرق والغرب. لعلنا نذكر ما نبذله من جهد لتعويد أطفالنا بعد السنة الأولى من عمرهم على تناول اللحوم أو مرق اللحوم, وما من شك في أن هذا الكره الطبيعي الذي نراه في الأطفال تجاه اللحوم, مسألة تستدعينا إلى التوقف والتأمل.

 

إن ما يأكله الإنسان يجعله مثلاً له, لأن الشعوب تكسب بعض صفات هذه الحيوانات التي تتناولها لما تحتويه لحومها من سموم ذاتية, ومفرزات داخلية تجول في الدماء والخلايا, فتنتقل إلى معد البشر لتؤثر في سلوكهم وأخلاقهم, فعرب البادية الذين يتصفون بالجلد المتين والحقد الدفين, يغلب على طعامهم لحم الإبل, وبرودة طباع الإنكليز تتأتى من تناولهم السمك الأبيض البارد, والعرب المتحضرون مولعون بأكل لحوم الأغنام المعروفة بحسن الطاعة وسلاسة القياد.

 

 ولو درسنا أسنان الإنسان لوجدنا أنه ليس له سوى أربعة أنياب صغيرة - لتمزيق اللحم - أما سائر الأسنان الأخرى فهي قواضم وطواحن كما هو الحال لدى الحيوانات النباتية. أما معدة الإنسان فإنها تقدم لنا دليلاً آخر على أنها مكونة كي لا تأكل اللحوم, فهي أقل غنى بالعضلات من معد الحيوانات اللاحمة. وأخيراً فإن الاختلاف الواضح بين طول الأمعاء في الحيوانات النباتية والحيوانات اللاحمة يدلنا - هو الآخر - على أن الطبيعة لم تهيئ الإنسان ليكون أكلاً للحوم, فأمعاؤه طويلة كما هو الحال لدى الحيوانات النباتية, لأن طول الأمعاء هو هام وضروري لعملية الامتصاص والحركات الاستدارية المتوالية لطرح الخضار, أما الحيوانات اللاحمة فإن أمعائها قصيرة كما يلاحظ لدى الذئب مثلاً.

 

فالخبز غني عن التعريف, هذا الغذاء الذي يصنع من حبة القمح المقدسة في كثير من الأديان, يشكل - وحده - خلاصة ست عشرة مادة غذائية حيوية تدخل وتندمج مع تركيبة كل الأجسام البشرية, فمن الممكن للإنسان - والحالة هذه - أن يعيش على القمح وحده, لأن الكبد يحتوي على معامل عديدة تحول القمح إلى سكر وإلى غذاء للجسم يشبه اللحوم في تركيبتها.

 

يضاف إلى ذلك كله أن هضم النباتات أسهل بكثير من هضم اللحوم, إذ يستطيع الإنسان أن ينشط ذهنياً بعد نصف ساعة من تناول غذائه النباتي, بينما يطرأ على اللحوم الفساد والتفسخ في أجهزة الهضم المملوءة بالجراثيم, فتنشأ عن ذلك التخمرات المعوية التي لا يختبرها النباتيون, وقد لوحظ أن تندب الجروح والتئامها أسرع لدى النباتيين منه لدى آكلي اللحوم, لأن أجسام هؤلاء غنية بالسموم والنفايات الحيوانية التي لا يمكن طرحها كاملة, ولهذا يتعرضون للأمراض كالروماتزم والآفات الكبدية وتصلب الشرايين والإمساك وغيرها من الأمراض المزمنة والإنحلالية.

 

لقد أباح الغربيون لأنفسهم تناول اللحوم, فذلك لحاجتهم القصوى إلى الطاقة الحرارية الزائدة في بلاد قلما تسطع الشمس فيها, بينما تقدم الشمس لنا - في الشرق - قسطاً كبيراً من الطاقة والحرارة تغنينا عن تداركها عن طريق اللحوم.

 

 وأخيراً... فإن علماء الحيوان أنفسهم يقرون ويعترفون بأن الغذاء النباتي يزيد من قوة هذه المخلوقات ويطيل حياتها, ودليلهم على ذلك, تلك الحيوانات اللبونة آكلة الأعشاب, فهي أقوى جسماً وأطولها عمراً, فالثور الشهير بقوته الفائقة نباتي, والفيل الذي يعتبره العلماء أقوى الحيوانات جميعاً - بما فيها الأسد - لا يتناول سوى النباتات, ودع عنك السلحفاة - وهي نباتية كما نعلم - فهي تعمر مئات السنين.

 

فلا تكن محتار يا صاحب القرار. فأنت السائل وأنت المسؤول.

أضيفت في:29-7-2009... الغذاء و الشفاء> ماكروبيوتيك؟
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد