موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هل الحياة في الجماعة أفضل أم في المجتمع؟

HTML clipboard

المشكلة ليست في المكان، بل فيك أنت يا إنسان... يمكنك أن تذهب إلى جماعة وستبقى حاملاً كل مشاكلك معك.... والآخرين الذين أتوا إلى الجماعة مثلك سيحملون أيضاً كل مشاكلهم... وعاجلاً أم آجلاً ستظهر هذه المشاكل إلى السطح.
التغييرات الخارجية لن تساعد أحداً، وهي مجرد ملهيات عن جذر المشكلة..
التغيير الحقيقي عليه أن يحدث داخلك أنت، في جماعة أو دون جماعة لا فرق... التغيير الحقيقي يجب أن يحدث في أعمق مركز من كيانك... وإذا حدث هناك فعندها فقط يمكن أن تختلف الحياة بالنسبة لك.

إذا لم تبدأ بالتغيير من داخلك، فحتى الله لا يمكنه أن يغيرك.. لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم... قد تذهب إلى أفضل جماعة في العالم، لكن إذا كنت تحمل التوقعات ستجد كثيراً من الإحباطات... وما هي هذه التوقعات؟؟؟.. كنتَ تعتقد أنه مجرد العيش في جماعة سيحل كل المشاكل الخارجية والداخلية.
يا صديقي لن تساعدك أي جماعة ولا حتى الذهاب إلى جبال الهيمالايا... يجب أن تتعامل مع الحياة واقعياً... يجب أن تدقق وتغوص في مشاكلك لتعرف جذورها وعلاجها، وعندها فقط يمكن أن تعيش الحياة الصحيحة والسعيدة في أي مكان كان.
نحن البشر جميعاً نبحث عن الجنة.. أليس كذلك؟... هذا ما كان يفعله البشر عبر العصور... لا يغيرون أنفسهم بل يبحثون ويتوقون إلى الجنة، لكن أينما ذهبوا سيصنعون جهنماً لا جنة... هم بذاتهم وفي ذاتهم جهنم.. والموضوع ليس حول إيجاد جنة ما في مكان ما.
ما لم تجد الجنة داخلك فلن تجدها في أي مكان آخر...

في يوم من الأيام، كان هناك رجل قد ربح رحلة مدفوعة ومدعومة ليزور الجنة والنار كلاهما... فسألوه إلى أين يحب الذهاب أولاً فقال: "أرغب في البداية أن أزور النار"...
تم ترتيب الرحلة.. وعند الوصول إلى النار وقعت عيناه على منظر عظيم.... وجد نفسه في وليمة ضخمة وفخمة فيها طاولة طويلة وكل أنواع الطعام اللذيذ.
كان الناس جالسين إلى الطاولة، وشوكهم في أيديهم موجهة إلى الطعام الذي يفوح بالروائح الشهية ويملأ المكان، لكن لم يكن أحد يأكل شيئاً.

استغرب الرجل، لكنه عندما دقق النظر وجد أن كل الناس كانوا يعانون من شلل غريب في مرافق أيديهم، مهما حاولوا جاهدين لم يقدروا على إدخال الطعام في أفواههم.
قال الرجل في نفسه: "إذاً هذه هي النار، أن تعيش في أرض كريمة وأنت غني لديك كل ما تحتاج أو ترغب، لكن النار هي الحرمان والجوع وسط كل هذا الطعام."

ترك النار مبتعداً، وطلب أن يأخذوه إلى الجنة... وفي الجنة شاهد نفس الطاولة الطويلة والوليمة العظيمة، مليئة بنفس الأطعمة الشهية... دقق النظر فلاحظ أن الناس جميعاً كانوا يعانون من الشلل نفسه في اليدين... وصرخ مستغرباً: "هل هذه هي الجنة؟؟!!"... لكنه اقترب ودقق أكثر، فوجد أن هناك اختلافاً صغيراً واحداً بين الجنة والنار... وهي أن الناس في الجنة يطعمون أنفسهم بالتبادل.
كانوا مشلولين تماماً مثل حالتهم في النار، من المستحيل على الشخص وضع الطعام في فمه، لكن من الممكن إطعام الشخص المجاور له... هكذا أنت تطعم جارك وجارك يطعمك.

هذا هو الفرق الوحيد... لكنه داخلي.... لقد نبعت الرحمة
ما لم تكون حكيماً أو مستنيراً، أينما تكون ستكون في النار
أما عندما تتحول الشهوة إلى رحمة وصحوة
عندها أينما تكون ستكون في الجنة
وهذه هي الجنة الوحيدة في الوجود

 

أضيفت في:17-6-2010... الجامعة> منهاج تأسيس الجامعة
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد