الجسد الأثيري.. ومقام صلة الأرحام
HTML clipboard
مع
موسيقى مرفقة
حين نصبح واعين لجسدنا المادي من الداخل سنشعر تلقائياً بجسدنا الثاني وهو الجسد
الأثيري...
وعينا لجسدنا المادي من الداخل هو نفسه وعينا لجسدنا الأثيري من الخارج...
إن بنية الجسد الأثيري أشبه بالدخان الكثيف، يمكنك العبور من خلاله دون أي عائق،
لكنه ليس شفافاً، فلا يمكنك النظر فيه من الخارج.
الجسد الأول مادي صلب.. كذلك الجسد الأثيري له نفس الشكل لكنه ليس صلب..
عندما يموت الجسد الأول المادي، يبقى الأثيري حياً لثلاثة عشر يوماً.. يرحل معك ثم
يموت بعد ثلاثة عشر يوماً..
عندها يختفي ويتبخر... فإن كنت قد اختبرت الجسد الأثيري وأنت في الجسد المادي قبل
موته ستفهم وتدرك كيف يحدث ذلك...
الجسد الثاني يتمتع بالقدرة على الخروج من الجسد المادي.. يحدث ذلك في بعض الأحيان
أثناء التأمل حيث يبدأ الجسد الأثيري بالصعود والهبوط... فتشعر بأن الجاذبية لم تعد
تؤثر فيك... تشعر بالخفة وكأنك قد غادرت الأرض... لكن حين تفتح عينيك ستجد أنك لا
تزال هنا ولم تتحرك من مكانك كل الوقت...
ذلك الشعور بالطيران والخفة يحدث بفعل الجسد الأثيري... وليس المادي...
فالجسد الأثيري حر من الجاذبية...
نعم بإمكانك الخروج من الجسد والعودة إليه بحرية عبر الجسد الأثيري...
وهذه الحرية لم تكن معروفة على المستوى المادي.
الآن يمكنك أن تصبح واعياً لجسدك الثاني الأثيري من الداخل.. تماماً كما أصبحت
واعياً لجسدك المادي من الداخل..
كن واعياً لآليات عمل هذا الجسد وبيئته وحياته... في البداية ستجد صعوبة كبيرة في
ذلك، ولكن بعد المحاولة ستصبح واعياً لجسديك معاً المادي والأثيري، وسيتسع وعيك
وتركيزك ليشمل هذين البعدين...
المقام الثاني: مقام صلة الأرحام
وهو المركز الثاني من الطاقة عند منطقة الصرة أو الهارا... وهو مركز الموت
والانتقال... ويلي طاقة ومركز الحياة.
هذان المركزان الذين شوههما الإنسان عبر السنين...
لأن الجنس والموت يشكلان خوفاً كبيراً للإنسان والجهل في الأديان...
لذلك تجاهلنا الموت ونسيناه مع أن الموت حق!.. وكأنه لن يحدث أو ليس موجود... وحتى
وإن كان موجوداً لا تنتبه له أو تعطه أي اهتمام.. فكر بأنك ستعيش وتعيش للأبد وانسَ
الموت!.....
مع أن النبي يقول لنا: اذكروا الموت هازم الملذات... ويقول علم النكاح والفلاح: لا
تتجنب الجنس ولا الموت.
كل الأنبياء والحكماء والعلماء يقولون لنا أن نحترم كل شيء ولا نخاف من أي شيء...
وإن خفتم من شيء فادخلوا فيه..
يجب أن تتحرر الطاقة وتبدأ بالجريان ضمن هاتين الطاحونتين...
فيهدأ هذان المركزان: الموت و الجنس... وتتحول الطاقتان...
عندما تقبل الموت لن تبقى خائفاً منه....
عندما تقبل الجنس لن تبقى مرتعباً منه...
لقد استرخى هذان المركزان الأولان...
فهما أول وأدنى مركزين اللذين شوّههما المجتمع والمعتقدات بأبشع الطرق... حين تتحرر
الطاقة فيهما ستبدأ الرحلة نحو الأجساد الخمسة الباقية بسهولة... فتلك الأجساد لم
تصل إليها أيدي المجتمع والناس لتؤذيها وتدنسها..
غالباً ما يولد الناس في الأرض ويموتون دون أن يختبروا شيئاً من تلك الأجساد أو
يصلوا إليها... فيعيشون حياتهم كلها فقط ضمن هذين المركزين الأولين...
الجسد الثاني هو الجسد الأثيري أو العاطفي... وهو موصول بالمقام الثاني: مقام صلة
الأرحام في البطن.
وهو أيضاً يحمل لنا إمكانيتين...
غالباً تكون الإمكانيات الطبيعية الأساسية له هي الغضب.. الكره.. الخوف.. والعنف..
كل تلك الحالات أو البرمجات الطبيعية تأتي من المركز الثاني والطاقة المتمركزة في
شاكرا البطن...
فإذا علق الإنسان في الجسد الثاني وتوقف هناك، مباشرة ستلغى إمكانية للإنسان ليعرف
ويختبر العواطف المقابلة لتلك الانفعالات، وهي الحب.. الرحمة.. الطيبة والود.. غياب
الخوف والشجاعة..
الغضب والكره والعنف هي عائق يقف في طريق المتأمل في الخطوة الثانية من هذه الرحلة...
وهنا أيضاً يحدث المطب والخطأ ذاته:
فأحدهم يحاول الانتقام من غضبه... أحدهم يفجر غضبه من حوله... وآخر يقوم بكبته...
أحدهم يصبح جباناً وخائفاً خجولاً... والآخر يكبت خوفه ويخبئه ويتظاهر دوماً
بالشجاعة والإقدام...
لكن لا هذا ولا ذاك سيؤدي إلى أي تحويل وتغيير...
إن كان هناك خوف اقبل به ولا داعي لكبته أو إخفائه..
إن كان هناك عنف اقبل به ولا داعي لإخفائه بحجاب من اللطف والمودة..
الصراخ بالنداءات والشعارات ضد الحرب ومع اللاعنف لن يغير شيئاً من العنف المكبوت
بداخلنا..
تلك هي البرمجة والعواطف والطاقة التي قدمتها لنا الطبيعة في الجسد الثاني..
وكلها لها استخداماتها ومعانيها في الجسد الثاني، تماماً كما للجنس معنى في الجسد
الأول..
باستخدام الجنس لوحده يمكن خلق أجساد مادية أخرى بالتكاثر والإنجاب.. قبل موت الجسد
الأول أعدت الطبيعة ضمانة لولادة جسد آخر واستمرار النوع البشري.
كذلك الخوف الغضب والعنف كلها ضرورية ولازمة في هذا المستوى الثاني، لولاها لما
تمكن الإنسان من الاستمرار والبقاء...
وهي التي ستدفعك وتؤلمك لتخرج منها لتتجاوزها...
الخوف يحميك لأنه يبعدك عن الخطر.. والغضب سيحميك من الخضوع للآخرين.. والعنف سيمكنك من
حماية نفسك من عنف الآخرين...
كل تلك هي نوعيات من الطاقة موجودة في الجسد الثاني وضرورية للبقاء...
لكننا غالباً ما نقف هنا ولا نذهب أبعد من ذلك..
إذا فهمنا طبيعة الخوف سيختفي الخوف... وإذا فهمنا طبيعة العنف سيتحقق فينا
اللاعنف... وبنفس الطريقة حين نفهم الغضب سنتمكن من الغفران والحب ونتعلم كيف نسامح
ونسمح..
في الحقيقة الغضب هو وجه لقطعة نقدية والمسامحة هو الوجه الآخر للقطعة ذاتها...
كلاهما يختبئ خلف الآخر... لكن عليك أن تقلب القطعة أولاً...
إذا عرفنا الوجه الأول لتلك العملة تماماً، سيدفعنا الفضول طبيعياً لمعرفة الوجه
الآخر.. بمجرد قلبها..
هذا هو سر التأمل والمراقبة...
أما إذا أخفيت وجه تلك القطعة.. الغضب.. الخوف.. العنف وقمت بالتظاهر بعدم وجودها
بين يديك فذلك لن يفيدك في شيء...
لن تكون قادراً على معرفة السلام والاستسلام والمودة والرحمة والوئام مطلقاً...
مَن يرى الخوف ويقبل حضوره في داخله..... من يستكشفه بكل أبعاده.. سيتمكن قريباً من
التحويل والتبديل وإيجاد المكان الذي يختفي وراء الخوف.... فضوله واستكشافه سيدفعه
ليرى الوجه الآخر...
وفي اللحظة التي سيقلب فيها القطعة سيصبح شجاعاً.. كذلك الأمر بالنسبة للعنف سينقلب
إلى رحمة... والغيرة إلى حب ومودة...
تلك هي الخيارات والإمكانيات التي يحملها الجسد الثاني...
وهنا يكون دور المتأمل في الاختيار حين يعلم بأنه صاحب القرار والدار... سيبدأ
بتحويل الطاقة التي قُدمت له من الطبيعة..
وليرى ذلك ويعرفه لا ضرورة للذهاب للآخرين وسؤالهم عن أنفسنا وطلب آرائهم.. بل فقط
بالذهاب نحو الداخل...
إلى منبع تلك الطاقة والوعي...
جميعنا نعلم بأن الخوف والغضب كلها سدود وحواجز في رحلتنا، فكيف يمكن لجبان أن يبحث
عن الحقيقة؟
طبعاً سيذهب ليشحذ الحقيقة من أحدهم... سيتمنى بأن يقدمها له أحدهم دون أن يضطر
للخوض لوحده في المجهول في أرض غريبة لم يطأها أحد بعد..
لنكن أحجاراً حية تبني معبد الحق والحقيقة الحية...
هذه ليست أسرار بل أنوار...
تعلمنا وتقربنا وتجعلنا نفهم بناءنا ونحترم قداستنا وكياننا...
لا للتباهي وزيادة غرورنا.. بل لنعيش حقيقتنا ونعرف نورنا...
أضيفت في:31-12-2010... علوم المقامات والطاقات> سبعة أجساد وسبعة مقامات .... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع
|