موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

التحضير للأجساد الثلاثة الأولى

HTML clipboard

أول شيء يجب فهمه هنا هو أن التناغم التام في الجسد الأول والثاني والثالث أساسي جداً لاستيقاظ طاقة الحياة (أو الكونداليني)... إذا لم يكن هناك تواصل متناغم بين هذه الأجساد الثلاثة سيكون استيقاظ الطاقة ضاراً لا مفيداً... وهناك بعض الأشياء الأساسية لتحقيق التناغم والتناسق المطلوب.

 

الجسد المادي

أولاً، طالما نحن غير واعيين وغير حساسين تجاه الجسد المادي، فهذا الجسد لن يتمكن من التناغم مع الأجساد الأخرى... عدم الحساسية هنا تعني أننا غير واعيين تماماً للجسد.. فعندما نمشي نحن بصعوبة ننتبه ونعي بأننا نمشي... وعندما نقف أيضاً لا ننتبه أننا واقفون.. عندما نأكل... مهما كان النشاط الذي نفعله بجسدنا نفعله دون وعي وكأننا نسير ونحن نائمون..

إذا كنا غير واعيين تجاه هذا الجسد فسنكون غير واعيين تجاه الأجساد الباطنية الأخرى أضعافاً مضاعفة، لأنها أجساد شفافة مرهفة أكثر...

إذا كنا غير واعيين تجاه هذا الجسد الصلب الضخم المرئي بالعين، فلا يمكن أبداً حتى التفكير بوعينا للأجساد الباطنية الخفية...

والتناغم غير ممكن دون وعي... التناغم ممكن فقط في حالة الوعي..

 

إذاً أول شيء هو وعيك لجسمك.. مهما كان العمل الذي يقوم به صغيراً، التذكر والانتباه ضروري جداً... يجب أن تقوم بكل شيء بيقظة وانتباه... عندما تمشي مثلاً راقب كيف ترفع رجلك اليمنى ثم اليسرى.. وكذلك عندما تنام يجب أن تعلم وتدرك نفسك عندما تتقلب من جانب لآخر.

إذا بدأنا نفعل كل أعمالنا الجسدية بيقظة تامة، عندها سينقطع التعلق والتحدد بالمستوى المادي.. إذا رفعتَ يدك للأعلى مع انتباه تام ستشعر بنفسك مفصولاً عن يدك، لأن الذي يرفع الشيء مختلف عن الشيء المرفوع... والشعور بالانفصال عن الجسد المادي هو بداية الوعي بالجسد الأثيري... وعندها كما قلنا من قبل، يجب أن تصبح واعياً تماماً تجاه الجسد الثاني أيضاً.

الغاية من جسدنا المادي هي فقط أن يعطينا إدراكاً ما عن أجسادنا الباطنية الأعمق، لكننا لا نستخدمه تماماً لأقصى درجة... بل نبقى محتجزين محبوسين في الجسد المادي فقط بسبب شخيرنا وتقييدنا اللاواعي به.. إننا نائمون للأسف، ولهذا نعيش في الجسد بطريقة غير واعية أبداً.

 

الجسد الأثيري

إذا أصبحت واعياً لكل فعل وحركة في الجسد المادي، ستبدأ تشعر بحضور الجسد الثاني... والجسد الثاني أيضاً لديه نشاطات وحركات، لكنك لن تعرف الأثيري ما لم تصبح واعي تماماً للمادي.. لأن الأثيري أكثر شفافية ورقة منه..

عندما تدرك الأثيري ستتفاجأ أن هناك ذبذبات أثيرية داخلك وهي نشيطة طوال الوقت.

عندما يصبح المرء غاضباً مثلاً، فالغضب يولد في الجسد الأثيري لكنه يتجسد ويظهر في المادي... الغضب أساساً هو نشاط من الجسد الثاني، والجسد الأول يُستخدم فقط كوسيط للتعبير عنه.

لهذا تستطيع إيقاف الغضب من الوصول إلى الجسد الأول إذا أردت...

وهذا ما يتم فعله في الكبت!

 

افترض أنني مملوء بالغضب تجاهك وأشعر أنني سأضربك بالعصا لكنني أستطيع تمالك نفسي... الضرب هو نشاط من الجسد الأول.. في الأساس هناك غضب لكن الآن لا يوجد إظهار له... أستطيع تمالك نفسي من فعل الضرب، وأستطيع حتى أن أبتسم في وجهك إذا أردت... لكن الغضب داخلي قد انتشر وملأ الجسد الثاني... لذلك في الكبت ما يحدث هو أننا نكبت ونحبس طاقتنا من الوصول لمستوى التجسد، ولكنها لا تزال موجودة في مصدرها الأساسي.

 

عندما تبدأ بالوعي تجاه عمليات الجسد الأثيري ستبدأ بفهم تحركات الحب والغضب والكراهية داخلك، ستصبح واعياً لحضورها أو غيابها... وما لم تستوعب حركات هذه العواطف التي تصدر من الجسد الثاني، فكل ما تستطيع فعله هو كبتها... لن تستطيع أن تكون حراً منها لأنك لا تنتبه لها إلا بعد وصولها للجسد الأول، وحتى عندها قد لا تنتبه... بل لن تنتبه إلا عندما تصل عواطفك إلى جسد شخص آخر!...

إننا عديمو الإحساس جداً لدرجة أنك لا تنتبه ماذا فعلت إلا بعد أن تنهال يدك وتصفع وجه أحد ما.... وبعد الصفعة تدرك ما حدث فتركض وراء المصافحة والمسامحة!

 

كل العواطف تنشأ من الجسد الأثيري... لذلك يسمى هذا الجسد بالجسد العاطفي أيضاً.... ولديه حركة وكتلة خاصة به، لديه حركات من الغضب، الحب، الكراهية والقلق... سوف تعرف هذه الذبذبات تدريجياً.

 

في الخوف، يتقلص الجسد الأثيري.... وعملية التقلص والانكماش التي نشعر بها في الخوف لا تنتمي للجسد الأول... الجسد الأول يبقى كما هو تماماً، لكن آثار هذا التقلص في الجسد الأثيري تبدو واضحة في مشي الشخص أو طريقة جلوسه وكلامه... سيبدو خامداً طوال الوقت.. لن يقف بشكل مستقيم منتصب... عندما يتكلم سيتأتأ... سترجف ساقاه عندما يمشي، وترتعش يده عندما يكتب.

خلال التأمل نمر دائماً باختبارات من الجسد الأثيري.. فأحد المتأملين قد يشعر أن جسده يتمدد كثيراً لدرجة أنه ملأ الغرفة... وطبعاً جسده المادي لا يزال كما هو.. عندما يفتح عينيه سيتفاجأ بأن جسده لا يزال في نفس الحجم المعتاد... لكن شعوره بهذه التجربة يستمر معه ويقنعه بأن ما اختبره لم يكن مزيفاً... الاختبار كان واضحاً جداً، وقد ملأ الغرفة بأكملها..

هذه إحدى نشاطات الجسد الأثيري وإمكانية أن يتمدد غير محدودة... وهو أيضاً يتمدد أو يتقلص حسب العواطف التي نمر بها... يستطيع أن يتمدد حتى يملأ الأرض، ويمكن أن يتقلص لدرجة أصغر من ذرة واحدة.

إذاً ستبدأ تلاحظ تحركات الجسد الأثيري، تمدداته وتقلصاته.. في أي من الحالات يتقلص وفي أي من الحالات يتمدد... وإذا بدأ المتأمل يختار ويعيش في حالات تمدده سيحقق تناغماً هائلاً داخله... أما إذا عاش في حالات تقلصه فلن يحقق التناغم بين الأجساد الباطنية.

التمدد هو طبيعة الأثيري الفطرية... وعندما يتمدد بأقصى قدرته ويزهر بكامل طاقته سيتصل مع الجسد الأول بجسر متين... أما عندما يخاف ويتقلص ستنقطع كل وصلاته مع الجسد الأول ويبقى مختبئاً في إحدى الزوايا المعتمة.

 

هناك عمليات أخرى في الجسد الثاني يمكن معرفتها بطرق أخرى... كمثال، قد ترى شخصاً بكامل صحته وعلى طبيعته.. والآن إذا جاء أحدهم وأخبره أنه صدر بحقه حكم إعدام، ستجد أن الرجل يشحب وجهه مباشرة... لم يحدث أي تغيير في جسده المادي لكن هناك تغيير فوري حدث في الجسد الأثيري... جسده الأثيري مستعد لكي يغادر جسده المادي..

إذا كان مالك أحد البيوت سعيداً ومستقراً، وأخبره أحد ما أن عليه إخلاء البيت فوراً، ستختفي منه كل السعادة والفرح والنور ويتشوش كل شيء داخله... لقد قطع الجسد الثاني اتصالاته مع الأول بطريقة ما... طبعاً تنفيذ هذا الانقطاع قد يحدث بعد فترة أو لا يحدث، لكن الانقطاع حتماً حدث.

إذاً يمكنك مراقبة أفعال الجسد الثاني بطريقة شفافة خفية، ويمكن فعل ذلك دون أي صعوبة....

الصعوبة تكمن هنا، بأننا قد نفشل وننسى مراقبة عمليات الجسد المادي أيضاً...

لن يتحقق التناغم بين أول جسدين ما لم تفهم عمليات كل منهما وتراقبهما معاً دون انفصال.. فكل منهما له نفس الأهمية.

 

الجسد النجمي

بعدها يأتي الجسد الثالث النجمي... تحركاته طبعاً أكثر رقة وشفافية.. أكثر رقة من الخوف والغضب والحب والكراهية.... من الصعب استيعاب تحركاته ما لم تكتمل عندك المعرفة بالجسد الثاني... من الصعب حتى فهم الجسد الثالث انطلاقاً من الأول لأن الفجوة بينهما كبيرة جداً، خاصة إذا كنا غير واعيين على المستوى الأول.

الجسد الثاني أقرب للجسد الأول ولهذا يمكننا فهم بعض الأشياء عنه... الأثيري كأنه جار لنا، فنستطيع أن نسمع بكاء طفل أو انكسار صحن عند الجيران.. لكن الجسد الثالث هو جار الجار وبعيد عن الدار فلا نستطيع سماع شيء منه.

ظاهرة الجسد الثالث رقيقة جداً... يمكن فقط استيعابها إذا استوعبنا عواطفنا بشكل تام... عندما تتكاثف العواطف تصبح أفعال... والذبذبات النجمية أكثر خفة من أمواج العواطف... لذلك لا يمكنني أن أعرف أنك غاضب مني ما لم تظهر غضبك، فأنا لا أستطيع رؤية غضبك ما لم يصبح فعلاً ما.... لكن يمكنك أنت رؤيته أبكر من هذا.... يمكنك أن تشعر بظهوره في جسدك الأثيري... هذا الغضب المجنون لو لم تظهر ذرات بنائه في الجسد الأثيري لما أصبحت غاضباً أبداً.

 

يمكنك أن تدعو الجسد النجمي تجمعاً من الذبذبات...

إذا استيقظت وأدركت الأثيري وتتبعتَ العواطف إلى مصدرها، ستجد نفسك فجأة في الجسد النجمي... هناك ستجد أن الغضب ليس غضب، والمسامحة ليست مسامحة، بل الطاقة نفسها تتذبذب فيهما... الطاقة في ذبذبات الحب والكراهية هي نفسها... الفرق هو مجرد طبيعة الذبذبات.... ذبذبات الحب والكراهية مثل ذبذبات النور والظلمة: كل منها له تردد معين.... لذلك عندما تبدأ تدرك المستوى الثالث ستكون في حالة غريبة: لم يعد الأمر باختيارك أو قرارك ما إذا ستحب أو تكره.

الآن ستعرف أن هذين اسمين لشيء واحد... إذا اخترتَ واحداً ستختار الثاني تلقائياً ولا يمكنك الهرب منه.... لذلك إذا طلبتَ الحب من شخص ما وصل للطبقة الثالثة، سيجيبك بسؤال: هل أنت مستعد للكراهية أيضاً؟

وأنت طبعاً ستجيب: "لا.. أنا أريد الحب منك فقط... رجاء أعطيني الحب!"

سيرد عليك أن هذا غير ممكن فالحب هو شكل آخر من ذبذبة الكراهية.

في الواقع، الحب هو الشكل الممتع بالنسبة لك، بينما الكراهية هي شكل من نفس الذبذبة لكنه مزعج لك...

لذلك الإنسان الذي يدرك المستوى الثالث سيبدأ بالتحرر من أزواج الثنائيات والمتعاكسات... سيصل لأول مرة لمعرفة أن ما كان يراها كمتضادات هي شيء واحد في الحقيقة... كأنها غصنان في شجرة لكن أصلهما شجرة واحدة.... عندها سيضحك على غبائه ومحاولته تدمير طرف للمحافظة على الطرف الآخر...

الآن عرف أن هذا مستحيل والشجرة الأصل تبقى موجودة هناك دائماً في العمق... لكن فقط بعد إدراك الثاني يمكن معرفة الثالث، لأن الثالث أكثر رقة ورهافة... وهناك لا يوجد أي عواطف... وإنما فقط ذبذبات.

 

إذا وصلت لفهم ذبذبات الجسد الثالث، ستبدأ تحدث لك اختبارات مميزة... عندها ستتمكن فوراً عند رؤيتك لشخص من معرفة الذبذبات التي تحيط به.

لأنك غير واعي لذبذباتك أنت، فلا يمكنك معرفة الذبذبات عند شخص آخر... وإلا فالذبذبات المنبعثة من الجسد الثالث تتجمع كلها حول رأس الشخص.

تلك الهالات المرسومة حول بعض الحكماء والأنبياء... لها ألوان خاصة تم إدراكها وقتها ورسمها... وإذا كان لديك الاختبار الصحيح للجسد الثالث ستبدأ أنت أيضاً برؤية هذه الألوان.

عندما تبدأ برؤيتها لن ترى ألوانك أنت فحسب بل ألوان الآخرين أيضاً...

عندما تدرك وتعي أول ثلاثة أجساد، فمجرد وعيك لها سيحقق التناغم بينها...

وعندها استقبال وانتقال الطاقة من أي نوع لن يسبب لك أي ضرر..

ستدخل الطاقة إلى الجسد الرابع من خلال الطبقات المتناغمة من أول ثلاثة أجساد... وهذا سيكون الطريق المعبّد الذي ستسير عليه الطاقة بسلام وانسجام...

إذا لم يكن هذا الطريق جاهز وجيد فهناك عدة أخطار، لهذا علينا أولاً أن نقوي أول ثلاثة أجساد ونعتني بها وبتناغمها، وعندها فقط يمكن للنمو والسمو أن يحدث بصحة وأمان...

 

أضيفت في:4-1-2011... علوم المقامات والطاقات> سبعة أجساد وسبعة مقامات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد