موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

تعرّف على الأنا وما عنى

الأنا ظاهرة اجتماعية قطيعية...
الأنا هي المجتمع وليس أنت.. ليست نفسك الأصلية
لكنها تعطيك مهمة مهمة في المجتمع.. مرتبة محترمة ومكانة علية
وإذا بقيتَ راضياً بهذه الأنا، ستفوتك فرصة اكتشاف النفس الحقيقية...
هل لاحظت أن كل أنواع المعاناة تدخل إلينا عن طريق الأنا؟
الأنا لا يمكنها أن تجعلك سعيداً بل فقط بائساً ويائساً
الأنا هي جهنم النار باختصار...
عندما تعاني من شيء، فقط راقب وحلل ماذا يحدث معك
وستجد الأنا مختبئة في مكان ما وهي سبب ما يوجعك
افهم أن ما تراه في الآخرين ما هو إلا ما تحمله أنت..
وأحكامك على الآخرين هي أشياء مخفية داخلك بسبب الإنكار والكبت
 

كان هناك تلميذان عائدان إلى بيت شيخهما... وفي الطريق ظهر أمامهم نهر قوي، وعلى الضفة فتاة جميلة تريد العبور لكنها خائفة من قوة الماء وتنتظر المساعدة.
رآها في البداية التلميذ الأكبر سناً، طبعاً لأنه الأكبر وبسبب الاحترام يجب أن يمشي في الأمام والأصغر في الخلف... كلها ألعاب من الأنا..
قالت الفتاة للتلميذ الأكبر: "إذا سمحت ساعدني وأمسك بيدي لكي أجتاز النهر.. التيار قوي وقد يكون عميقاً أيضاً"
أغمض التلميذ عينيه فوراً وقام بغض البصر كما هو الواجب وكما علمه شيخه في الشريعة.. إذا رأيت فتاة خاصة إذا كانت جميلة جذابة فعليك فوراً أن تغض بصرك لكي لا تراها.. لكن هذا غريب فعلاً، فأنت قد رأيتها أولاً ثم أغلقت عينيك، وإلا فكيف عرفت أنها امرأة وأنها جميلة أيضاً؟! لقد تأثرتَ سلفاً والآن تغمض عينيك!
هكذا قام التلميذ الأكبر بغلق عينيه واجتياز النهر بمفرده.
أتى التلميذ الأصغر ورأى الفتاة.. وطلبت منه المساعدة وكانت الشمس تغيب والنهر قوي... فقال لها: "النهر قوي وعميق، وإمساكي ليدك لن يكفي، عليك أن تجلسي على كتفي وأحملك إلى الضفة المقابلة".
عندما وصل التلميذان إلى بيت الشيخ، انفجر التلميذ الأكبر غضباً وقال للأصغر: "لقد ارتكبتَ ذنباً كبيراً وسأخبر الشيخ أنك لم تلمس فتاة جميلة وتحدثت معها فحسب، بل حملتها على كتفيك! يجب أن تطرد فوراً من بيت الشيخ ولا تستحق أبداً أن تكون تلميذاً عنده".
ضحك التلميذ الصغير ببساطة وقال: "يبدو على الرغم من أنني أنزلت الفتاة عن كتفي منذ ثلاثة أميال، لا تزال أنت تحملها حتى الآن... ألا تزال مشغولاً بها وبجمالها رغم كل هذه المسافة؟!".
ماذا حدث حقيقة للتلميذ الكبير؟.. كانت الفتاة جميلة جداً وقد فوّت الفرصة.. فامتلأ بالغضب والغيرة والغريزة.. فلم يعد يتصرف بعقل.. أما التلميذ الصغير فكان صافياً بريئاً، قام بإيصال الفتاة وإنزالها عند الضفة الثانية وهذا كل الموضوع.


لا تتقاتل أبداً مع الجشع والطمع والأنا والغضب والغيرة والكراهية...
لا يمكنك قتلها ولا تحطيمها...
كل ما يمكنك فعله هو أن تكون واعياً لها
وفي لحظة وعيك لها ستختفي لوحدها
مثلما تختفي العتمة تلقائياً في حضور النور


 

أضيفت في:21-7-2011... بطاقات الحكمة> البطاقات
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع



 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد