موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

واجه الحزن... واختبر هذا السر

عندما تكون حزيناً.. ولا يمكنك فعل شيء للحزن...

لماذا لا تستمع به؟
يمكن للحزن أن يصبح تجربة غنية جداً.... ويتوجب العمل عليها...
من السهل أن تهرب من حزنك... وكل العلاقات المعتادة هي أبواب للهرب، لكن لا يوجد منه مهرب....
المرء يحاول دوماً تَجنّبه وطمره... لكنه موجود دوماً تحت السطح
يبقى الحزن هناك متدفقاً كالنهر... مكبوت هناك بانتظار أن ينفجر
حتى في العلاقات كثيراً ما يُطل....
وعندما يحاول الحزن الظهور.... يميل المرء لإلقاء اللوم على الآخر
وتحميله المسؤولية.. لكن تلك ليست حقيقة الأمر
إنه شعورك أنت بالوحشة والعزلة... الأمر متعلق بحزنك أنت...
لأنك لم تتعامل معه بعد... لذلك يستمر بالظهور مراراً وتكراراً

بإمكانك الهروب منه بالعمل.... أو بشيء ما يشغلك
بعض الرفاق أو العلاقات والاجتماعيات... بالسياحة والسفر...
لكنه لن ينتهي أو يبتعد.... لأنه جزءٌ من كيانك

يولد كل إنسان وحيداً... في الدنيا ولكنه وحيد
جاء من خلال أبوين اثنين لكنه وحيد
وسيخرج من هذا العالم وحيداً كما أتى إليه
فُراداً أتيتم وتعيشون.... وفُراداً ترحلون...
ومابين هاتين الخطوتين نستمر بخداع أنفسنا والعيش في أوهامنا

من الجيد أن نمتلك الشجاعة وندخل في تلك الوحدة الوحشة...
مهما كانت تبدو صعبة وقاسية في البداية... لكنها تستحق
حالما تتصالح معها وتبدأ بالتمتع بها.... وتراها كصمت لا كحزن...
حالما تفهم أن لا وسيلة للهرب منها.... ستهدأ وتستقر

لا يمكنك عمل شيء حيالها.... فلماذا لا تستمتع بها؟؟
لماذا لا تختبرها وتتعمق بها أكثر... تتذوقها وتعرف ما هي؟؟؟
لماذا الخوف منها دون مبرر؟؟
إذا كانت الوحدة موجودة هناك دوماً كشيء حقيقي وليس حادث عرضي...
فلما لا تتفق مع الحالة وتفهمها.. وتقترب وتتعرف عليها؟؟

عندما تشعر بالحزن... اجلس بصمت واسمح للحزن بالقدوم
لا تحاول الهرب منه.... تذكر.. لا تحاول تجنّبه
كن حزيناً قدر ما تستطيع! قم بالبكاء... بالنواح...
اندب حظك... تذوق طعم الحزن جيداً... ابكي حتى الموت
اسقط على الأرض وتدحرج.... إلى أن يختفي لوحده
لا تجبره على الذهاب... لأنه سيذهب..
دوام الحال من المُحال
لا يمكن لأحد أن يستمر في نفس الحالة العاطفية للأبد

عندما يختفي سيختفي حِمْلك الثقيل تماماً...
وكأن الجاذبية الأرضية بأكملها قد تلاشت.. والآن دون وزن تستطيع الطيران
تلك هي اللحظة المناسبة لتدخل إلى ذاتك يا إنسان....

في البداية استدعي الحزن.... نحن نميل عادة إلى منعه وكبته...
وخلق الطرق والوسائل للتخلص منه، بالنظر إلى شيء آخر
بالذهاب إلى المطعم والمسبح... بلقاء الأصدقاء وقراءة الكتب والأنباء...
بمشاهدة الأفلام أو عزف بعض الأنغام
بالقيام بشيء ما يشغلنا ويُمَكنّنا من صبّ اهتمامنا في مكان آخر...

تذكر جيداً:
عندما تشعر بالحزن، لا تضع الفرصة!!
أغلق الأبواب.... اجلس.. واشعر بأكبر قدر ممكن من الحزن
وكأن العالم بأكمله جحيم كئيب... تعمّق واغرق فيه...
اسمح لكل فكرة حزينة أن تعبُر بك... لكل ذكرى أو عاطفة حزينة أن تُحركك
ابكي واندب... قل شيئاً... قله بصوت عالي... أياً كان لا تقلق بشأنه...

إذاً أولاً: لتعش الحزن لبضعة ساعات أو أيام...
إلى أن تأتي اللحظة التي تذهب فيها زحمة العواطف
عندها ستشعر بهدوء وسلام تام.. كما يشعر المرء بعد الإعصار
في تلك اللحظة... اجلس بسكون واستمتع بالصمت الذي أتى من تلقاء ذاته
أنت لم تحضره... لقد كنت تحاول جلب الحزن
عندما تذهب موجة الحزن، في زوالها يظهر السلام والصمت...
أصغِ لذلك الصمت.... أغمض عينيك.... واشعر أكثر...
استمتع بملمس الصمت وعطره وألوانه
وإذا شعرت بالسعادة... ارقص... وغني على ألحانه
 

أضيفت في:23-12-2012... صيدلية الروح> التعامــل مع المـــَزاج
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد