موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

الكنز المدفون و السر المكنون

إن أعظم تحدي عند المتأمل الباحث عن الحق، هو الوصول إلى حالة الصفاء والنقاء الخالية من غيوم الأفكار... ولا بد أن كثيراً منكم اختبر حالة التشويش وتشتت الانتباه عندما يجلس بصمت في تأمل...

الأفكار والشاهد المراقب عليها، كلاهما يصبحان شيئاً واحداً في تلك الحالة فتصبح رحلتنا إلى السعادة الروحية صعبة وشاقة... هذا لأننا دائماً نتجاهل اللاوعي إلى درجة أننا لا نعرف أنه موجود، ولا نعرف حقيقة أنه يلعب دوراً هاماً في حياتنا اليومية.


ابذر البذرة:
إن جهودنا لإزالة الأفكار دون الإقرار بوجود اللاوعي، لن تكون إلا تمريناً عقيماً يعيق النمو الروحي..
أولاً وقبل كل شيء، علينا قبول وجود اللاوعي واتصاله العميق بالوعي.. بكلمات أخرى، اللاوعي هو التربة التي تحتاج أن تضع البذور فيها لكي تزهر في سماء الوعي.
نحن جميعاً واعيون، كلمة وعي غالباً ما تستخدم لوصف قرارنا... الشيء الذي لا نعرفه هو أن هناك قراراً محدداً متجذراً في أفعالنا وينبثق من اللاوعي.
لا بد من وجود نقطة التقاء بين الوعي واللاوعي لغرس ذلك القرار عملياً، للحصول على الأزهار التي نريدها ولنفصل الأفكار عن الشاهد، فتتحول الرحلة الروحية إلى نزهة ممتعة ومعطرة.
الطريقة الوحيدة لاكتشاف مجرة اللاوعي الشاسعة هي التنويم المغناطيسي، وهو شيء لا نعرف إلا القليل القليل عنه، بسبب تخويف الكنيسة وبعض الأديان للناس من هذه النعمة الطبيعية المتاحة لكل إنسان منذ أزمان.. عبر أفلام الغرب وهوليوود تم تشويه سمعة التنويم والسخرية من المنومين المغناطيسيين أو حصره فقط في العروض المضحكة، وتم قصداً تجاهل الفوائد الهائلة التي يقدمها.. لكن الناس عبر العالم يعودون اليوم لاكتشاف واختبار هذه القدرات.


أحد المشهورين الأوائل في التنويم وفوائده الخارقة هو "ميسمر"Mesmerism .. الذي ساعد كثيراً من المرضى.. حتى أنه توصل لتنويم شجرة مزروعة أمام بيته وحمّلها بنوايا أن أي شخص يلمسها سيشفى من مرضه، وفعلاً بدأ المرضى يأتون إليها من كل مكان ويتعافون.. عندها تم اعتقاله وتسميمه وقطع الشجرة وتعتيم الموضوع للحفاظ على التجارة بالمرض!

التنويم المغناطيسي شيء طبيعي وليس غريباً عنك، فكل أمّ تعرفه عندما تريد أن تنوم طفلها باكراً تغني له أغنية فيها مقطع متكرر مثل يلله تنام يلله تنام... وأهل الصفاء يعرفونه باسم الذّكر لأسماء الله الحسنى أو أي مقطع ودعاء تختاره سيعمل.
تقريباً جميع الأهل يعرفون أن الطفل يعيش في حالة حالمة مليئة بالخيالات والألوان.. لديه خيال واسع ويستمتع بتصوّر وتخيّل الأشياء الغريبة الجديدة... معظم الأطفال يحبون تخيل أنهم يطيرون على السجادة الطائرة، والبعض يركزون على أبطال التلفاز المحببين لهم أو على تحقيق الهدف لفريقهم في مباراة كرة القدم مثلاً أو الطيران على الغيوم.. والأطفال يستجيبون بشكل رائع للتنويم والاقتراحات الإيجابية التي تعطى لهم خلاله.


التنويم المغناطيسي هو أداة للباحثين للوصول إلى طبقة اللاوعي التي تتحكم بوظائف الطبقة الواعية من فكرنا.... الطبقتان موصولتان.. البذور الموضوعة في طبقة تربة اللاوعي تتفتح وتزهر في طبقة الوعي وهي حالة وجودنا اليومي.
التنويم ليس تأمل، بل مجرد أداة تساعدك على التأمل وتأخذك لأبعاد أعمق في طريقك الروحي.. التنويم يلعب دور المنسّق بتأسيسه للتوازن المتناغم بين الأفكار الآتية من اللاوعي والأفعال التي يقدحها الوعي، وبذلك يزول التشوش والتشتت الذي تحدثنا عنه.
إذا كان من الصعب عليك أن تتأمل، فابدأ أولاً بالتنويم لفترة تسمح لك بالتعمق في اللاوعي، وتجعلك تفهم أن التأمل شيء بسيط وأنت قادر تماماً على القيام به... التنويم قادر على صنع تلك القناعة والإيمان الراسخ في حياتك... وعندها بمجرد الجلوس بصمت ستغرق في التأمل بسهولة دون أي عراقيل طالما اللاوعي بكامله يدعم ذلك ولن يظهر أي تشتت.
لا نجد شيئاً من التنويم وفوائده في حياتنا العادية... لكن بتطويرك للثقة بهذا العلاج سيحقق لك فائدة هائلة تدعم نموّك الروحي الواعي... متى ما شعرت أن الأفكار قد صنعت عوائقاً في طريقك وتمنعك من تحقيق حالة الشاهد، حيث الأفكار والشاهد شيئان مختلفان، هذا العلاج يعطيك حلاً فعالاً بأخذك إلى مجرة اللاوعي ويسهّل صنعك تغييرات مهمة يمكنك أن تراها في وعيك... إنه الطريقة الوحيدة لعزل غيوم الأفكار عن سماء الشاهد.


إن أرضية التلاقي بين الوعي واللاوعي مهمة جداً، وأي تغيير مرئي يمكن تحقيقه فقط عندما يتصل الاثنان ببعضهما أو يتم تأسيس تواصل بينهما.
وذلك لا يحدث في حياتنا العادية، لأن الاثنان مفصولان ولا يوجد أي تلاقي بينهما... التنويم المغناطيسي هو الأداة العلمية الوحيدة القادرة على تحقيق لقاء بين الاثنين.. وعندما تصل إلى اللاوعي الجمعي، سيكون الغوص في اللاوعي الكوني هو الخطوة التالية أمامك.
التنويم الحقيقي واليقظة الحقيقية ستحدث في اللحظة التي تغوص فيها في اللاوعي الكوني وتؤسس الاتصال بالأصل وعندها ستختبر تغييراً جوهرياً من أعمق الجذور...


التنويم المغناطيسي يساعدك:
إن المنوم المغناطيسي هو مجرد دليل ليوقظك ويدلك على قدراتك الخاصة بك... هذه المقدرة والقدرة تستطيع فعل أشياء مذهلة ويمكن استخدامها في كثير من المجالات مثل: الشفاء، إطالة العمر، استخدامات طبية وعلاجات نفسية، استخدامات عسكرية، تطوير النفس، التسلية، الطب الشرعي وإيجاد الأدلة، الرياضة، التدريس والتعليم، العلاج الفيزيائي، شفاء مشاكل الأمعاء والكولون، إعادة تأهيل المعاقين، تغيير عادات المرء الضارة، الإقلاع عن التدخين والمخدرات وشرب الكحول.
لقد تم استخدام طرق التنويم لإعادة اختبار حالات التخدير وغياب الوعي، الناتجة عن المخدرات، وتلك الناتجة عن التجارب الروحية مثل لحظات الاقتراب من الموت أو الخروج من الجسد... وتم استخدامها كمساعد أو بديل للتخدير الجراحي الكيميائي.. وأجريت عليها أبحاث حول تأثيرها الشافي لعدة أمراض حتى الأمراض الجلدية.


مراحل من التنويم وفك التنويم:
هناك ثلاث مراحل يجب أن نذكرها في موضوع التنويم المغناطيسي هنا.. يمكن أن نشارككم بها عملياً بتفصيل أكبر عندما نلتقي.. لكن هذه المراحل باختصار هي:
التنويم الذاتي: تعلم أولاً كيف تنوم نفسك بنفسك، وهذا سهل وأضمن من أن تثق بشخص آخر... هذا يمكن تحقيقه بعدة طرق: مثل أن تسجل صوتك على شريط تسجيل، تقول فيه بعض الجمل والنوايا مثلاً أنك الآن تتعب وتنعس وستغمض عينيك وتغط بنوم عميق مثلاً بعد العد للعشرة... لكن لا تنسَ في آخر الشريط أن تضع بصوتك طلباً بأن تستيقظ الآن بعد مرور ساعة مثلاً، وإلا قد يستمر نومك ساعات طبيعياً دون أي خطورة.
التنويم لحيوان أليف أو لشخص آخر: يمكنك أن تختبر مع صديق لك بضعة أيام، وتستخدم التنويم البسيط كلعبة وتجربة لتتعلم كيف تنوم الآخر وتساعده في حل بعض المشاكل العالقة أو بعض العادات مثلاً... ويمكن الغوص بالتنويم لمراجعة الماضي منذ الطفولة وحتى بعض الحيوات السابقة أحياناً.
فك التنويم: وهي أهم مرحلة، لأننا نحن البشر منومون مغناطيسياً بالمعتقدات والرغبات منذ الطفولة ومنذ ألوف السنين... نقتل بعضنا باسم الله والدين.. يمكن استخدام تقنيات من التنويم لفك التنويم أو فك التشفير، وذلك عن طريق تقوية حالة الشاهد على الأفكار وتجاوز كل الأحكام والقيود الفكرية، وهذا يتم عن طريق اقتراحات عميقة في اللاوعي تساعدنا على تذكّر من نحن وأين نحن وما هو دورنا في هذه الحياة.

 

شاهد هذا الفلم: علم النوايا يكشف لك الخفايا

- لماذا قانون الجذب.. لا يعمل؟

اخترنا لكم كتاب: Beyond Psychology
 

أضيفت في:5-8-2013... زاويــة التـأمـــل> العلم و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد