Wilhelm Reich 1/10 وليام رايش (رايخ) المحاضرة الأولى
في هذه المحاضرة يتحدث البروفيسور برند سينف
عن أفكار عالم النفس النمساوي وليم رايش (ويلهلم رايخ)..
ويعرض مقدمة بسيطة عن حياته واكتشافاته العظيمة في مجال التحليل النفسي وطاقة
الاورجون، طاقة الكون الحيوية، طاقة الحياة.
كما يتحدث أيضاً عن سيجموند فرويد وبداية نشوء علم التحليل النفسي والاختلافات
الجوهرية بين أفكار فيلهلم رايش وأفكار سيغموند فرويد
..لمن يريد المحاضرات كاملة موجودة بالألماني على يوتيوب.
شكر خاص للصديق سامر على ترجمته المميزة (للتواصل
والمساعدة هنا)، ونعدكم بالتكملة بعد فترة وهي تأخذ جهد
ووقت..
ويليام رايخ يجب أن
يُدَرَّس... يجب إلقاء جميع المواد في سلة المهملات والبدء بتدريس علم رايخ إن كنا
نريد ولادة الإنسان الحقيقي لأول مرة في التاريخ... حتى أوشو الحبيب كان مُعجَباً
بعبقرية رايخ وعلمه: "لكن رايخ بدأ بالعمل على طاقة الإنسان. وطبيعي أن يقوم من
يعمل ويتعامل مع طاقة الإنسان، بالعودة إلى مصدر الطاقة أجمع وهي الطاقة الجنسية.
ومجرد أن بدأ بالعمل على الطاقة الجنسية ثارَت الأديان ضدّه. الحكومة أيضاً أصبحت
ضدّه، والأطباء النفسيين ضدّه وأصبح في وضع صعب لا يُحسد عليه.
اكتشف رايخ واختبر بأنه وعند اقتراب حبيبان من بعضهما جسدياً يتكون شيء كالقوة
المغناطيسية، إن كان بينهما حب حقيقي. فإن لم يكن الحب موجوداً، عندها تلتقي
الأجساد دون أن تلتقي الطاقات.
كان رايخ صاحب عقل علمي. وكان لديه صندوقاً يقوم شخصان بممارسة الحب داخله. كانت
غايته من ذلك هو أن طاقة الحب التي يفرزها الشخصين أثناء لقائهما، هذه الطاقة
بالإمكان التقاطها داخل الصندوق ومن ثم استخدامها. والآن بدأت المشكلة، إذ أنه لم
يتمكن من إظهار ما في الصندوق فلم يجد أحد شيئاً في صندوق فارغ كهذا إذ لا طريقة
لجعل الطاقة البيولوجية تتجسد وتأخذ شكلاً. لكنه حاول جاهداً لإظهار دليل وإثبات.
قام بإخبار المحبين أو العشاق الذين كانوا يأتون: “بإمكانكما التمدّد والإستلقاء
والتحلّل والذوبان في بعضكما دون حاجة لممارسة الحب فعلياً”. لقد كان عمله شاقاً،
صعباً وغريباً. والمجتمع جعل عمله أصعب وأصعب لأنه أدانه متهماً إياه بأنه على
مؤامرة يدبرها مع الشيطان (كما يقولون عني)، قائلين بأن الجنس شيء من الدنس وبأنه
يقوم بتعليم الناس تمارين غريبة.
لكن هذه التمارين الغريبة أظهرَت عبقرية رايخ. فهو لو يكن لديه أي اطلاع على علم
التانترا (الجنس الروحي) إذ أنه لم يذهب للشرق أبداً. لكن التمارين التي وجدها هي
تمارين قديمة تعود لحوالي عشرة آلاف عام تقريباً. لقد اكتشفها وشُفي من خلالها
الآلاف وهُم شهود على ذلك. لأنه قام بعدها بشفاء مرضى آخرين ليس فقط المرضى
الجنسيين. فالطاقة الجنسية هي طاقة صافية وبالإمكان تحويلها إلى عدة أشكال. إذ
بإمكانها أن تتحوّل لتصبح طاقة الذكاء فيك، أو طاقة الصمت فيك. بدأ إذاً بمعالجة
الناس.
وقد كان العلاج بسيطاً. كان يضع الناس في الصندوق، وكانوا يظلون بداخله حوالي 15 أو
20 دقيقة، لأكثر من جلسة وبعدها يتمّ الشفاء من خلال الطاقة الموجودة بداخل الصندوق.
لكن الطب الحديث كان ضدّه فهذا الرجل في نظرهم ليس مؤهلاً لاستعمال الطب أو الأدوية.
هكذا هو القانون: أعمى. لقد قام هذا الرجل بشفاء آلاف الأشخاص الذين كانوا يعانون
من أمراض مستعصية لم يكن لها علاج بواسطة طبّهم الحديث وأدويتهم… لكنهم لم يروا ذلك
ولا يريدون أن يروا أصلاً، لا في زمنه ولا اليوم. سؤالهم السخيف الوحيد هو: “هل
لديه ترخيص لممارسة مهنة الطب؟”.
لكن رايخ قال لهم: “أنا لا أستخدم الأدوية ولا أعطي وصفات طبية. دوائي الوحيد هو
الصندوق. فإن استقبلتموه على أنه دواء فعلى المؤسسات الطبية في جامعاتكم أن تُثبت
ما نوع الدواء الموجود فيه. فحين أدعوكم للنظر في ما وجدته داخل الصندوق تعتبرونني
مجنوناً وحين أشفي البشر تعتبرونني مجرماً. لكني لم أؤذِ أحد”.
لكن المؤسسات الطبية، الكنيسة والدولة، جميعهم قاموا برفع الدعاوى ضدّه. وهكذا
شتتوه بين قضايا ودعاوى ليس لها أي أساس من الصحة ولم يكن معه أحد ليدعمه، ولا حتى
من يمتهنون مهنته. فقد كانوا جميعاً ضده لأنه وبنجاح صندوقه سيتم إلغاء عملهم
كأطباء نفسيين ومحللين للأحلام.
عالم الطب غير مستعدّ
لتقبُّل أي إنسان لا يحمل شهادات طبية. لقد هجرَه أصدقائه، وكان في قلق شديد لأنه
علم أنه اكتشف شيئاً ذو قيمة عظيمة للبشرية وكان يعلم أنه لن يتمكن من إقناع الجميع.
الجميع اقتنع بأنه مجنون، وبدأ الجميع منه يسخرون ويرفعون الدعاوى.
وفي النهاية قاموا بسجنه لأنه مارس الطب بدون رخصة. والآن جميعكم يرى عالمنا
المخادع المنافق. فالرجل لم يكن يستخدم الدواء، بل طاقة الشفاء.
لكن اكتشافاته كانت ضدّ مصالح العقائد الدينية السائدة … لكن اكتشافاته كانت ضدّ
أخلاقياتكم السطحية المزيفة. لكن اكتشافاته كانت ضدّ النظام الإجتماعي بأكمله،
والنظام التعليمي والنظام السياسي.
لقد كان واحداً من أعظم العلماء الثائرين على مرّ التاريخ وقد بقي منسيَاً، غير
محترم من قبل المجتمع وغير معروف. ولابدّ وأنهم قاموا بتعذيبه بشدة داخل السجن. وقد
كان رجلاً قوياً ومن الصعب هزيمته بسهولة لكنه أصيب بالجنون داخل السجن.
أشكّ في أنهم هُم من اقتادوه للجنون. فمن السهل استدراج إنسان للجنون حين تكون
القوة والسلطة في يديك وهو مجرد أعزل مجرد من كل شيء. وانظروا لعالمنا القبيح: حين
كان في قمة مجده، كان أصدقاؤه حوله، طلابه وإمرأة جميلة تحبه. وحين خرج من السجن
قامت المرأة بتطليقه واختفى أصدقاؤه وطلابه أخبروه بوضوح بأنهم لا يريدون أي علاقة
معه فحتى العلاقة معه ستثير الشكّ.
من المؤسف أنه مات ولكني أقول بأنه قد أجبِر على الموت. إنسان مثله أصبح جزيرة
منعزلة لا أحد يريده ولا أحد يعترف به والكل يعتبره مجنوناً فطبيعي أن يفقد رغبته
في الحياة.
إني أطلق على ويليام رايخ إسم سيّد علم التانترا الحديث، على الرغم من عدم إلمامه
بهذا العلم. لعلّه قد تعرّف على أسرار التانترا في حيواته الماضية لأن عمله قد حوى
هذه الأسرار".