موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

كل شيء هو طاقة

ليست المعجزة هي التي تصنع الإيمان والمؤمنين... بل نحن جميعاً مؤمنين، نعتقد أن وهم هذا العالم المادي حقيقي تماماً... ذلك الاعتقاد هو سجننا الوحيد.. سجن يمنعنا من الرحلة تجاه الله والمجهول والسر الأكبر...

المادة الصلبة كما نفهمها في العادة غير موجودة أبداً في الكون... جميع الجزيئات المادية ما هي إلا ذبذبات من الطاقة.. حتى الذرات في أي مادة ندعوها صلبة، مكوّنة في الحقيقة من 99.99999% فراغ (حقل الطاقة الكثيف/ الفراغ الكلي/ تكاثف الزمان-مكان/ كلها أسماء لشيء واحد).. وحتى ذلك الفضاء الخارجي الذي نعتقد أنه فارغ، هو طاقة كثيفة لا نهائية كما اكتشف العلم الفيزيائي الحديث في المجال الكمومي وطاقة الصفر.

 

هناك طريقة ثانية لنفهم كثافة الطاقة الهائلة في الفراغ، وهي مراقبة كيف تشعّ كل الأشياء بالطاقة إلى حقل الفراغ... حتى أجهزتنا وتقنياتنا الحديثة تعتمد على حقيقة أننا نرسل أمواجاً من الطاقة بترددات مختلفة إلى الحقل، بحيث نستطيع استقبال الموجات في أجهزتنا والمعلومات التي برمجناها وأسقطناها على بنية موجة الطاقة المُرسَلة.

نفهم من هذا أن تقنياتنا تتعلم طريقة الوصول إلى البنية الطاقية المعلوماتية للكون، وهي بنية موجودة سلفاً منذ الأزل، لكن نحن لم ندرك بعد تماماً أن هناك معلومات كامنة في كل بنية في الكون، يمكننا الوصول لها دون الحاجة لاختراع البشر لترددات كهربائية صناعية.

 

كل المعلومات وكل المعارف، كل الزمان والمكان، مبرمج منطوي في البنية الطاقية للكون... من أين تعتقد أن الأفكار تأتي إلينا؟ وعواطفنا وانفعالاتنا؟

أحدث الأبحاث عن الدماغ يثبت أنه مجرد مستقبل، أنه ليس مصدر الذكاء، ولا يقوم بصنع أي فكرة، وكذلك ذكرياتنا ليست مخزونة في الدماغ وتقنياته الحيوية!

مثلما نقوم حالياً بتصميم مرسلات ومستقبلات للطاقة عالية التقنية، قام الكون مسبقاً بتصميم تقنيات حية أقوى وأعقد بكثير جداً.... مثل المورثات عندنا والحمض النووي DNA والتي مهمته الأساسية استقبال وإرسال وقراءة الطاقة من الحقل مباشرة... من المرجح أن DNA لا يخزن أي معلومات داخله، بل يخزنها مباشرة في بنية حقل الفراغ التي لديه القدرة الكاملة على الوصول لها والتفاعل معها طالما نحن أحياء..

ما هي المعلومات الأخرى التي يمكننا استخراجها من الحقل؟

وأكثر من ذلك، ما هي حدود ما يمكن أن نصل إليه من الحقل؟

أعتقد لا يوجد حدود أبداً....

 

الانترنت المجرّية:

بنفس الطريقة التي تتعلم بها تقنياتنا الوصول لبنى الطاقة والمعلومات التي صنعناها مثل الانترنت، نحن البشر مصمَمون أيضاً لنتصل بشبكة المعلومات الكونية من الطاقة اللامحدودة، ويمكننا تسميتها الانترنت المجريّة لأنها تصلك بأبعد المجرات.

كل شيء هو طاقة، بما فيه أنت... كل ما فيك طاقة، وعندما تبدأ بإدراك نفسك بهذه الطريقة، وخاصة خلال التأمل وطرق التنفس أو التركيز البسيط عندما تتخيل أنك وعي لا يتأثر بالزمان والمكان وغير مقيّد بما يبدو أنه جسد مادي... ستبدأ كل الحواجز داخلك بالزوال، وتبدأ أبواب الأسرار بالانفتاح في الحال.

 

أدمغتنا هي المستقبلات للأفكار والمفاهيم والمعارف.. والوعي الكوني أو الحقل الموحّد هو مصدر المعرفة في الكون، وهو ما يُدعى اللوح المحفور.

نوعيات المعلومات والمعرفة التي نصل إليها من هذا المصدر الكوني مُحددة بالتردد المعتاد لأفكارنا وعواطفنا.

نحن نستقبل طاقة (أفكار وعواطف) من الكون على المستوى الذي تمّ تعويدنا أو تشفيرنا للاستقبال منه.... بكلمات أخرى، على المستوى الذي نولّف إدراكنا على الاستقبال منه مثلما نولّف المذياع أو التلفاز.

إذا كنا معتادين على العيش في عالم فكري سلبي، حيث تجد نفسك تدرك وتركز على المعاناة والتوتر النفسي والفقر وغيره، فأنت متاح فقط لمثل تلك الطاقات من الكون.... لكن إذا بدأنا بتنمية الحب واللطف والإلهام والرحمة، سنتصل بمستويات أعلى من الوعي الكوني، وبهذا نقوم ب"تنزيل" معلومات مباشرة من الحقل وبطرق لم نعتقد أنها ممكنة من قبل.

الإبداع، البصيرة، الحكمة، ومعرفة كل الأشياء، هذا هو ما نصل ونتصل به، وهذا هو مصدر كل الأعمال العظيمة في الفنون والعلوم وكشف الأسرار.

 

أنت كائن من الذبذبات... والتردد الذي تهتز وتشعّ به في عواطفك وأفكارك تتم مطابقته في الكون... إذا شاهدت أو جربت الشوكة الحديدية الرنانة لتوليف آلف موسيقية، الواقع يعمل بنفس الطريقة.

شاهد هذا الفيديو المدهش:

http://youtu.be/vNuDxc9tZMk

إذا نقرتَ على الشوكة الرنانة، فكل الشوكات الرنانة الأخرى ذات التردد المطابق أو المتراكب حولها ستتجاوب وترن مع الشوكة الأولى.

نحن نصنع حياتنا بهذه الطريقة... نحن شوكات رنانة والكون يتجاوب مع أي تردد نطلقه... ولا فرق إذا كان إيجابي أم سلبي، الكون دائماً يتجاوب بحياد كالمرآة.. كل شيء مبرمج ومُرمّز بطريقة منطوية داخل الحقل الكوني الممتد في داخلنا وخارجنا، والحقل يتجاوب مع تردداتنا.

أي تردد نطلقه سيكون هو التردد المتجسد من الحقل الحامل لكل الإمكانات... الموضوع يعود بأكمله لنا ولخياراتنا ونوايانا.

بالتالي، حالة العالم هي نتيجة الوعي الجماعي البشري الذي يتشارك في صنع الواقع المعاش.. الحالة الراهنة للعالم هي تمثيل مباشر لمتوسط التردد الذي تعمل عليه البشرية.

 

الحروب، الفقر، المجاعات، العنف، الكراهية، الإحباط والصراع.. موجودة كلها في العالم لأنها موجودة أولاً في الحالة الداخلية في الوعي البشري.

رغم كل ذلك ووسط كل الصراع والمشاكل، نشهد أيضاً شيئاً جميلاً يظهر كل يوم.. نشهد نمواً في الوعي والحب واللطف وتوسيع الفكر، الرحمة والغفران والتغيير، كلها تعود لرغبة تظهر من أعماقنا جميعاً للعودة إلى الفطرة وحالتنا الطبيعية، لنتحرك إلى مستقبل يسمح لكل الحياة بالنمو والازدهار.

هذه هي ثورة وصحوة الروح والطاقة التي تحدث في كوكب الأرض هنا والآن..

 

إن فهم المبادئ الكونية ضروري جداً لدعم وتسريع نمو كل إنسان وسيادته على نفسه... ومع ذلك، الفهم لوحده لا يكفي!

فهم الكون لن يجلب التغيير من تلقاء نفسه... سيسمح لنا برؤية وفهم الطبيعة الحقيقية للواقع ولأنفسنا، لكن ذلك لوحده لن يغير العالم... التغيير والتحويل يبدأ فعلاً عندما نبدأ بفهم مبادئ الكون ثم نطبقها في حياتنا.

عندما نقلل من مشاهدة التلفاز يا إخوتي، ونحمل المسؤولية عن تردداتنا (أفكارنا وعواطفنا)، ونبادر بأنفسنا لتوليف أنفسنا على تردد أعلى بتنمية الصمت الداخلي، والسماح للترددات الأعلى من الفرح والحب والإلهام والرحمة بأن تؤثر في أفعالنا وسلوكنا واختيارنا... عندها سنغير العالم.

 

كل شيء هو طاقة، ومع صُنع تلك الحالة المحددة من الطاقة داخلنا سنبدأ بالتجاوب مع نفس ترددات الطاقة المنطوية في بنية حقل الفراغ، وسوف نجسد فردياً وجماعياً حياةً وعالماً متناغماً مع تلك الطاقات الأعلى والأرقى... عالم من السلام، الحب، الرخاء، الحرية، والوفرة للجميع.

 

كل شيء هو طاقة، لهذا علينا التركيز تحديداً على نوعية طاقتنا... لا يوجد أي شيء أهم من هذا.... اشعر دوماً بالحب والوفرة وستعيش الحب والوفرة فورياً... اقضي أيامك بفِعل ما تحب وتهوى وستجسّد بنفسك حياةً تسمح لك بتحقيق ما تحب وتهوى مهما كان.... الموضوع ليس بحاجة إلى رأس.مال... فالرأس يجلب مال لكن المال لا يجلب رأس!.. الموضوع بحاجة إلى رأس مال إلى القلب ليُسلّمه دفة القيادة في الحياة.

 

كل ما ذكرناه هنا يساهم مباشرة في تغيير العالم، وبسبب طبيعة الطاقة الأعلى للحب والفرح والرحمة فنحن نحتاج فعلياً لتركيز أقل من هذه الطاقات لرفع مستوى الكوكب، مقارنةً بكمية الطاقة السلبية اللازمة لإبقاء الكوكب في مستوى منخفض.

لهذا لا يمكن تقييد أو قتل روح البشرية وتطورها ولا تحديدها بمستوى ثابت...

طبيعة روحنا هي النمو والحب والخلق بإبداع والتمدد والاتساع... لذلك حالما نبدأ بفهم أن كل شيء هو طاقة، وفهم أن طبيعتنا الحقيقية هي أيضاً طاقة، وأن طاقتنا هي أهم مظهر من مظاهر وجودنا.. سندرك طبيعياً أننا نمتلك قدرة ومقدرة لا محدودة أبداً.

وعندها لا يوجد أي قوة في الكون يمكن أن تمنعنا أو تعيقنا عن صنع الحياة التي نريدها...

 

كل شيء هو طاقة وأنت أيضاً طاقة...

غيّر طاقتك الآن وستغيّر حياتك وتغيّر العالم...

أضيفت في:23-7-2014... زاويــة التـأمـــل> العلم و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد