موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

تجربة "فردوس الفئران" والإدمان على المخدرات

خذ فأر تجارب، ضعه في قفص.. وقدم له زجاجتين ماء: الأولى فيها ماء عادي، والثانية فيها ماء مع مخدرات مثل الهيروين أو الكوكايين... الفأر يقوم معظم الوقت بشرب الماء مع المخدرات، وبهذا في معظم الحالات يقتل نفسه بسرعة.

في السبعينيات، طرح البروفيسور أليكساندر سؤالاً عن هذه التجربة..

قال أننا نضع الفأر في قفص فارغ، ليس أمام الفأر شيء يفعله سوى شرب المخدرات.. 

دعونا نجرب شيئاً مختلفاً.

قام البروفيسور ببناء قفص وسماه "فردوس الفئران" وكان يشبه جنة جميلة  للفئران... عندها كثير من الجبنة، ألعاب ملونة، دهاليز وأنفاق، وكل فأر عنده عدة أصدقاء والعلاقات الجنسية، وفيه أيضاً نفس الزجاجتان من الماء والماء مع المخدرات.

وما أثار دهشة الجميع: كل الفئران في حديقة الفئران لم تحب أبداً الماء مع  المخدر.. ولم تشرب شيئاً منه... لم يشرب أي فأر منه من تلقاء نفسه.
النتيجة: 100% من الفئران تمون من الجرعة الزائدة عندما تكون معزولة، و 0% صفر منها يموت عندما تعيش حياة اجتماعية وسعيدة.

ماذا لو كان الإدمان ناتجاً عن القفص والعزلة؟
وماذا لو كان الإدمان هو نوع من التكيف تجاه بيئة معينة؟
هل تعتقد من الأفضل تسميته تعلق وليس إدمان؟

يمتلك البشر حاجة طبيعية فطرية للتواصل مع الآخرين.. عندما نكون أصحاء وسعداء، نتواصل ونتصل مع الآخرين.. لكن إذا لم نقدر على ذلك، لأننا ربما تعرضنا إلى صدمة أو انعزال أو ضغوط نفسية من الحياة، سوف نصل أنفسنا بشيء بديل يعطينا السعادة المنشودة... وهذا الشيء البديل والإدمان قد يكون على مخدر، أو مشروبات منبهة، أو سكر مكرر وشوكولا، جنس وأفلام إباحية، مسلسلات تركية ومكسيكية... إلخ!

في ظاهرة الإدمان، نصرف كل وقتنا وجهدنا على علاج المريض كفرد، لكن يجب أن نهتم أيضاً وربما أكثر بعلاجه اجتماعياً...
لقد صنعنا مجتمعاً سيئاً جعل كثيراً منا مدمنين...
صنعنا مجتمعاً فردياً بإفراط، ومستهلكاً بإفراط...
والحياة فعلاً بالنسبة للكثيرين، ليست سوى قفص فردي معزول.
تتم برمجتنا منذ الطفولة على تركيز اهتمامنا وآمالنا على الطموح لكي نشتري أكثر ونستهلك أكثر حتى نهلك.

يجب أن نركز أكثر على التواصل الاجتماعي....

الشيء المعاكس للإدمان ليس العقل أو الوعي، بل التواصل الاجتماعي.

 

اقرأ أيضاً:

من الإدمان إلـى الأمان

المخدرات العاطفية

ما هو سبب الإدمان الهائل على الدخان الحديث؟؟

 

 

أضيفت في:19-5-2016... فضيحة و نصيحة> وداعاً للتدخيـن
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد