<<<< >>>>

تاريخ ظهور الزواج و استغلال المرأة

لقد قام البشر بمساومة وتنازل كبير جداً منذ مئات السنين، خافوا من المستقبل وأرادوا الضمان والأمان... ضمان الغد والتأكد من أن المرأة التي تحبك سوف تحبك للأبد، وأن حبها ليس لعبة أو حركة مؤقتة...

لهذا يقول الجهل باسم الدين أن الزواج "مصنوع ومرسوم ومقسوم في الجنة"...

ما هذه الجنة الغريبة؟ لأنه إذا كانت الزيجات التي نراها مصنوعة في الجنة، فماذا تستطيع أن تصنع في جهنم؟!! هذه العلاقات والربطات باسم الزواج ليس فيها أي شيء من العطر أو الجمال أو الفرح الذي يميز الجنة... بل تجد أقبح المشكلات بين المتزوجين، اذهب إلى أي محكمة واسأل عن حالات الطلاق المبكية المضحكة!

الزواج ليس من الجنة أبداً، لكن الإنسان لجأ إلى الزواج لأنه كان الطريقة الوحيدة لضمان الملكية الخاصة.

 

الحيوانات لا تملك أي ملك خاص يا ملك ويا وزير ويا فقير... بل كلها شيوعية، وأفضل بكثير من أي شيوعية ظهرت في تاريخ البشر!!... ليس عندهم أي دكتاتورية أو تسلط، ليس عندهم طبقية وحاكم ومحكوم ولم يخسروا حريتهم، لكن ليس عندهم ملكية خاصة.

 

الإنسان أيضاً عاش آلاف السنين بدون أي زواج، لكن كانت تلك هي الأيام الخالية من الملكية الخاصة... أيام الاعتماد على الصيد للحصول على الغذاء... وعبر آلاف السنين لم يكن عند هؤلاء الناس أجهزة تبريد وتخزين، لذلك أي غذاء يحصلون عليه يجب أن ينهوه بسرعة قبل فساده.. وكان أملهم الوحيد هو الحصول على الطعام في اليوم التالي.

 

وباعتبار لم يكن هناك شيء للتجميع والتخزين، لم يكن هناك أي فكرة حول الزواج... عاش الناس في جماعات وقبائل، أحبوا بعضهم وتكاثروا، وفي البداية لم يكن هناك كلمة مثل "أب"... بل كلمة "أم" أقدم بكثير وأقرب إلى الطبيعة... وقد تتفاجأ إذا علمتَ أن كلمة "عم" أقدم من كلمة "أب"، لأن كثيراً من الناس كانوا بعمر أبوك، ولم يكن معروفاً من هو الأب بالضبط... كان الرجال والنساء يختارون بعضهم ويختلطون بحرية ومحبة دون أي إجبار ولا روابط قانونية... وإذا أرادوا أن يلتقوا ويعيشوا معاً لم يكن هناك أي سيطرة من أحد... والأولاد لم يعرفوا أبداً آباءهم لكن عرفوا أمهاتهم فقط، عرفوا عدة رجال في القبيلة، ولا بد أن أحد الرجال كان والدهم، لذلك كانوا يقولون لأي رجل "عمي".

 

مع ظهور الملكية الخاصة التي ترافقت مع الزراعة...

في الصيد، لم يستطع الإنسان الاستمرار بالحياة لفترة طويلة.. لقد دمّر الناس أنواعاً وأجناساً كاملة من الحيوانات... ومئات الأنواع التي رقصت وغنت يوماً ما على سطح الأرض، موجودة الآن في معدة الإنسان!!

كان يجب عمل شيء ما، لأن الصيد غير مضمون دائماً وصعب كثيراً، وقد تمضي أيام دون طعام... والبحث عن الحيوانات لم يسمح للإنسان بتطوير ذكائه ومواهبه الأخرى... لذلك أتت الزراعة وغيرت الحياة بشكل كامل.

 

يجب أن تعلم

أن الزراعة في الحقيقة هي اكتشاف المرأة

وليس الرجل

 

كانت المرأة محجوزة ولم تقدر على الذهاب للصيد... كانت معظم وقتها حامل، ضعيفة، لأنها تحمل روحاً أخرى في جسمها، وتحتاج العناية والحماية.. لذلك كانت المرأة مستقرة دائماً في البيت... وبدأت بجعل مكان العيش أكثر ترتيباً وجمالاً.... وهذا يمكنك ملاحظته حتى اليوم ، بعد آلاف السنين:

إذا دخلتَ غرفة رجل عازب ففوراً ستعرف أنها غرفة عازب!

قد لا تتمكن من معرفة الشخص إذا كان عازباً أم لا، لكن الغرفة حتما ستبدو عازبة!

لأن المرأة ولمستها مفقودة... بيت العازب ليس بيتاً بل مجرد مكان للنوم... ليس مكاناً يشعر فيه بالحنان أو أي علاقة ودّية مبدعة.

 

البيت، القرية، المدينة والحضارة المدنية كلها بسبب المرأة، لأنها كانت حرة من الصيد وعندها قيم مختلفة في الفكر والقلب... كانت أكثر فناً وجمالاً وأقرب إلى الأرض، ولم تكن أبداً مهتمة بالنار والجنة والله والشيطان وكل النظريات والفلسفات التافهة!... لم تقم أي امرأة بكتابة أي كتاب مقدس... لم تكن أي امرأة فيلسوفة تفكر بأشياء نظرية وماورائية غيبية غبية...

 

وعي المرأة مهتم فقط بالأشياء المألوفة المحيطة بها، تحب البيت الجميل والحديقة الملونة، تحب أن تصنع عالماً صغيراً دافئاً ومريحاً خاصاً بها... تستطيع زرع سحر خاص في أي بيت ميت وتحويله إلى نبع من الحياة... وهذه الطاقة الأنثوية اللطيفة الشفافة.

 

استمر الرجل بالصيد، وبدأت المرأة تنظر حولها... الرجل لم يكن عنده وقت.. كان دائماً مشغولاً بدون شغل.. أما المرأة فكان عندها كل الوقت.

كان عمل الصيد يقوم به مجموعات من الرجال والنساء يهتمون بالبيوت... واكتشفت المرأة الزراعة عندما راقبت الثمار البرية التي تنمو وتنضج، بعدها يموت النبات لكن البذور تقع على الأرض، وعندما يأتي المطر تنتش البذور من جديد معطية آلاف النباتات.

 

بدأت المرأة تجرب أي النباتات يؤكل وأيها يضر... وبسرعة كما أن الصيد صار أصعب، كان على الرجل أن يوافق مع المرأة:

"علينا أن نغير كل توجّهنا وتركيزنا الاقتصادي... من الصيد إلى الزراعة وجمع الثمار والخضار... وهذه البذور في أيدينا ويمكننا إنتاج قدر ما نريد منها، وهناك آلاف الأنواع."

 

تدريجياً، استقر البدو الرحل والقبائل المسافرة... لأن الصيد كان يتطلب السفر المستمر بحثاً عن قطعان الحيوانات... باستقرار الناس وظهور الزراعة، ظهر شيء جديد: كان هناك أناس أقوياء وأناس ضعفاء... الناس الأقوياء جسدياً نجحوا بالحصول على أراضي كبيرة واستملكوها، وربحوا كثيراً.... وتدريجياً ظهر نظام المقايضة، لأنك عندما تحصل على محصول كبير سيفيض عن حاجتك وماذا ستفعل به؟... عليك أن تقايضه وتستبدله مع غيرك، وبهذا تحصل على عدة أشياء جديدة... وهكذا أصبحت الحياة أكثر تعقيداً وتسلية.

 

لكن مشكلة ظهرت وشعر بها الجميع: بعد موت شخص ما، من الذي سيرث ممتلكاته؟

لم يرغب أي أحد بتوريث شخص غريب مجهول... بل أراد الجميع أن تبقى الورثة محصورة بأناس من نفس صلة الدم والجسم.

 

لقد ظهر الزواج إلى الوجود

بسبب التجارة

وليس بسبب فهم الحب والطهارة

وكانت ولادة الزواج

منحوسة جداً!

 

ولأن الرجل كان عليه أن يوافق على الزواج.... طبعاً المرأة كانت راغبة جداً بالزواج والسبب بسيط: لأنها عبر آلاف السنين طيلة فترة الصيد، لم يكن لها أي دور اقتصادي في المجتمع وكان الرجل هو المسيطر.

استمر الرجل بسيطرته وسلطته مع أن بنية المجتمع كلها تغيرت... تحولت حياة البدوي الرحال إلى حياة مستقرة مسالمة في القرية، لكن شغل الرجل الشاغل بالممتلكات.... أراد عقداً مع المرأة يضمن أن الولد الذي ستلده هو ولده هو، وليس ابن شخص آخر، ولتحقيق هذا الهدف البسيط احتاج الأمر لتدمير كل حرية المرأة، وصار عليها أن تعيش حياة السجين أو أسوأ....

 

وافق  الرجل أو الذكر... وقام بالمساومة لأنه مضطر ومجبر... إذا كانت المرأة ستفقد بالزواج بعض الأشياء مثل حرية الحركة وحرية تغيير الشريك، فالرجل مستعد أيضاً للتضحية بحريته... وسيبقيان مكرسين لبعضهما إلى الأبد...

 

لكن هذا ضد الطبيعة... حتى لو كنت تريد ذلك فالطبيعة لن تدعمك...

 

الطبيعة والفطرة مع الحرية، ليست مع أي نوع من القيد والعبودية...

 

لذلك بدأت مشاكل جديدة بالظهور...

بدأ الرجل بإيجاد العاهرات، وهم النساء الذين ليسوا زوجات لأي أحد... أو كما يسمون أحياناً زوجات المدينة بكاملها... العاهرة تنتمي لأي شخص، مجرد سلعة، عليك أن تدفع لتشتري وقتها وجسدها...

بسبب الزواج، كان صعباً جداً إيجاد النساء المتزوجات، وإلا ستظهر تعقيدات ومشاكل كبيرة، المتزوجة عندها زوجها الذي يمتلكها له فقط، لهذا كانت فكرة العاهرات مطلوبة ومرغوبة.

 

وقد تتفاجأ أن في كثير من البلدان، كل مدينة لها أغلى وأجمل عاهرة مشهورة، تكون أجمل فتاة تولد فيها، ولأنها جميلة جداً وجذابة لم يكن من الصواب تزويجها لأي أحد محدد، بل تتم مشاركتها!... جميلة جداً لدرجة أنه إذا تزوجت ستظهر المشاكل لأن كثير من الناس سيقعون بحبها باستمرار!

 

الزواج صنع الشبهة والشك... الزوج كان دائماً ولا يزال يشك فيما إذا كان ولده هو حقاً ولده، أو ولد الجيران!.. والمشكلة أن الأب ليس عنده وسيلة لكشف الحقيقة، الأم فقط هي التي تعرف... ولأن الأب لم يستطع معرفة إذا كان الولد ولده، صنع كثيراً ومزيداً من الجدران حول المرأة، لم يستطع فعل أي شيء سوى عزلها عن الناس:

 

منع عنها التعليم لأن التعليم والثقافة تعطي أجنحة للناس، والأفكار الجديدة تجعل الناس قادرين على التمرد....

منع عنها التعليم الديني، لأن الدين يجعلك قديساً محترماً، والمجتمع كان الرجل يسيطر عليه طيلة قرون، ولا يستطيع الرجل تصور أن امرأة يمكن أن تكون أعلى وأقدس منه....

 

كان الرجل ولا يزال يقتلع جذور أي إمكانية لنمو المرأة وتطورها... اعتبرها مجرد مصنع لإنتاج الأولاد... ولم تقبلها أي حضارة في العالم كإنسان مساوي للرجل.

 

وكيف صار الحال المحال الآن؟؟

 

الرجال

جميع الرجال دائماً مشغولين

بالرغم من أن الرجل دائماً مشغول .. يملك الوقت للنساء

 
وحتى وهو يملك الوقت للنساء .. لا يهتم بشكل جيد بهم

حتى وهو لا يهتم بشكل جيد بهم .. دائماً توجد امرأة بجانبه

بالرغم من أنه توجد امرأة بجانبه .. دائماً يجرب حظه مع امرأة أخرى

وعندما يجرب حظه مع امرأة أخرى .. يغضب جداً عندما تتركه المرأة التي بجانبه

وبالرغم من أن المرأة التي بجانبه تتركه .. لا يتعلم من خطئه ..ويستمر بتجربة حظه مرة أخرى


------------

النساء

أهم شيء عند النساء هو الأمان المادي

وبالرغم من أهمية الأمان المادي .. يستمرون بالخروج لشراء ألبسة وأشياء أخرى غالية جداً

وبالرغم من أنهم يشترون ثياب غالية .. هم دائماً لا يجدون ما سيرتدونه

وبالرغم من أنهم لا يجدون ما يرتدونه .. دائماً يكون ردائهم فائق الروعة

وبالرغم من أن ردائهم فائق الروعة ... ألبستهم تبقى عبارة عن قطعة قماش قديمة

وبالرغم من أن ألبستهم عبارة عن قطعة قماش قديمة .. يتوقعن الإطراء والمديح من الرجال

وبالرغم من أنهم يتوقعن الإطراء والمديح من الرجال .. عندما تمدحهم وتثني عليهم .. لا يصدقوك أبداً

 

 

للمزيد:

  ...الحب و الثقة و الحرية
  ...الحب و الزواج
  ...لماذا أنت ضد الزواج ؟
  ...تاريخ ظهور الزواج و استغلال المرأة
  ...العيلة أكبر علة
  ...الزوجات والعاهرات
  ...سؤال جريء عن الحب والزواج
  ...العلاقة هي نوع من القيود

أضيفت في باب:4-8-2009... > محبة بلا رباط
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد