<<<< >>>>

من الذي سرق اليود من طعامنا؟ وما هي فضائح الملح الميود؟

"نحن نعلم من دراسات عبر العالم، أنك إذا أعطيتَ اليود للأم خلال فترة الحمل، فالأطفال المولودين يكونون عادةً 20-30 نقطة على سلم الذكاء IQ

أكثر من أهلهم"

الطبيب Jorge Flechas, MD, MPH

 

هذا الموضوع تكملة للموضوع السابق على الموقع:

من الذي سرق اليود من الطب والأدوية؟ وكيف حدثت ثورة اليود؟

 

قام المركز الوطني الأميركي لإحصائيات الصحة، وهو الهيئة الحكومية التي تقيس المغذيات، بالتأكيد على أن استهلاك اليود والملح الميود تناقص 50% آخر 40 سنة.. ووثّقت أن الناس الذين فحصتهم في سنة 2000 طرحوا نصف كمية اليود في البول بالنسبة للكمية المطروحة عند المفحوصين في 1971-1974.

 

بعد 1972 اختفى اليود من الخبز!

يعتقد الباحثون أن الانخفاض في مستوى اليود في البول، أتى بسبب إيقاف إضافة اليود للخبز وللمعجنات حوالي سنة 1970.

في الستينيات 1960 احتوت شريحة الخبز المتوسطة على 150 ميكروغرام يود بهيئة يودات البوتاسيوم KIO3.. حتى شريحة واحدة احتوت الجرعة اليومية الموصى بها RDA..

موظفو الصحة العامة وعلماء التغذية يعتبرون اليود مادة مدعّمة للصحة، أي أنه مادة تقدّم مغذيات يمكن بسهولة أن يفوتنا تناول كمية مناسبة منها دون إضافتها للأطعمة الشائعة.

عندما تمّت إضافة اليود للخبز بهيئة يودات البوتاسيوم، فالشخص المتوسط قد يتناول عدة شرائح خبز في اليوم في السندوتشات وفي توست الفطور وغيرها من المعجنات المخبوزة، وهكذا كان متوسط استهلاك اليود اليومي 1مغ على الأقل.. تلك كانت كمية جيدة لحماية الغدة الدرقية.. أيضاً، اليودات في الخبز يتم امتصاصها بفعالية عالية وهي أيضاً محسّن ممتاز للعجين.

نحن ننتظر باحثاً ما لكي يصل إلى ملفات شركات الخبز،

ويرى ما إذا أمكن معرفة سبب إزالة اليود من خبز أميركا،

ومن خبز كل الدول، اللهم إذا كان أحد يضيف اليود في زمن ما..

هل شعر أحد المسؤولين أن اليود مادة مؤذية بعد زعم وافتراء Wolff-Chaikoff؟؟

 

سنة 1970 ظهر تقرير من مؤتمر في Food and Nutrition Board, National Academy of Sciences بعنوان: Iodine Nutriture in the United States

عن تغذية عنصر اليود في أميركا، يشير بقوة إلى أن اليود في الخبز قد لا يكون آمناً وأن الملح الميود هو شيء أفضل.. قال العلماء أيضاً حينها أنه من الصعب الحصول على صورة مسح طبي مقروءة جيداً باستخدام اليود المشع، نظراً لأن الناس صارت أجسادها مكتفية أكثر باليود الطبيعي.. أي عند شرب أو حقن المواد الكيماوية لأجل التصوير الطبي، لم تستطع المواد اختراق الأنسجة التي كانت مشبعة باليود.. إذن كانت الصور الشعاعية حينها تعمل فقط عندما كان الناس ينقصهم اليود؟!

هل اقترحوا أن إجراءات وقواعد الصحة العامة يجب تغييرها، بحيث يقلل الناس تناول اليود، فقط لأجل الحصول على صور يود مشع أفضل؟!

هل أهمية أخذ صور أفضل، تتجاوز أهمية نقص اليود؟!.. هذا ما يبدو للأسف.

وظيفة ذلك التقرير تبدو أنها طرح أسئلة ماكرة مخفية بقناع الاهتمام بالصحة العامة، ثم إدعاء أن اليودات في الخبز ضارة؟.. التقرير يجيب سؤاله الخاص به، بالتحريض على أن الملح الميود يجب أن يبقى القاعدة الذهبية..

مع حلول سنة 1980 تم نشر عدة إدعاءات عشوائية، وقررت USDA في The Fortification of Foods: A Review أن اليود كمادة معقمة "كان معروفاً عنها لفترة طويلة أنها سم قاتل" وأن الأميركيين يحصلون على كمية أكثر من كافية من اليود عبر مصادر غير الخبز، ولذلك: "يجب استبدال اليود متى ما أمكن ذلك، بمركبات تحتوي أقل أو لا تحتوي أي يود".

قاتل؟؟؟ هل هناك أي دراسة موثقة أن اليود "قاتل"؟؟ ...لا

ولكن لم يهتم أحد... ووداعاً لليود في الخبز..

ربما خافت شركات الخبز من الادعاء عليها في حال لامَ شخصٌ ما خبزها لأجل مرضٍ ما، بعد أن قام فريقان طبيان مشهوران باحتقار اليود واعتباره سماً.. الخضوع للتيار العام هو دائماً أسهل من تجاوز أوامر القادة ذوي النفوذ، أو التحقق من الوقائع.

 

وماذا قد يكون هناك شيء أسوأ من إزالة المصدر الرئيسي لليود المغذي؟؟

إنها إضافة عدو اليود: برومات البوتاسيوم إلى الطحين والخبز التجاري.. هذا التغيير في سياسة الصحة العامة حدث في أوائل السبعينيات.

كيف يقوم البروميد بسرقة اليود؟ البروميد واليود يتنافسان على نفس المستقبلات، وهكذا عندما أضافوا البرومات BrO3 كبديل عن اليودات، فاليود القادم من المصادر الغذائية الأخرى والموجود في تلك المستقبلات يتم استبداله.

كانت مادة البرومات تستخدم قديماً كمحسّن للعجين، لكن لم يتم جلبها لاستبدال اليودات تماماً إلى أن بدأت وجهة النظر المضادة لليود.

هل كانت إزالة اليود من مصادر الطعام هي نتيجة لاحقة لتفكير ومزاعم Wolff-Chaikoff؟

وماذا عن إضافة البرومات؟ ذلك القرار الذي اتخذه الخبازون يبدو أنه عَرَضي، نظراً لأن البرومات كانت معروفة مسبقاً بأنها محسن عجين جيد يوازي تأثير اليودات في صنع خبز جيد... لكن لم يقدر الخبازون حينها على التنبؤ المسبق بالعواقب، لأنه لاحقاً مع إضافة مركبات البروميد إلى المواد المضادة للحريق والمفروشات والأجهزة الالكترونية، زادت كثيراً كمية البروميد السام في أجساد البشر.

 

فضيحة الملح الميوّد:

كم مقدار اليود الذي تحصل عليه وتمتصه من الملح الميود؟ هل هناك أحد يعرف الجواب؟ نعم؟؟

لا أحد يعرف حقاً، لأن المعلومات المضللة قد صنعت فضيحة لها ثلاثة أجزاء... على المحققين الصادقين وكاشفي الغش تحدّي هذه التوصيات الحكومية الرسمية، لأنها مبنية على معلومات غير دقيقة وافتراضات ملغاة ومؤذية.

تقرير Iodine Nutrition: Iodine Content of US Salt, by Dasgupta, et al

يناقش فكرة "فجوة اليود".. وتشير الفجوة إلى الفرق بين كمية اليود التي يُفترض أن تتواجد في الملح الميود، وكمية اليود الفعلية التي يمكن قياسها في الوقت الذي تستعمل فيه ذلك الملح.

يشير الباحثون أيضاً إلى أن الملح هو منتج غذائي ضعيف بالنسبة لدعم الجسم باليود، لأن الكلوريد فيه، وهو هالوجين، يتنافس مع اليود ويجعله أقل فاعلية.

 

الفضيحة 1: يُعتقد أن 1غ من الملح الميود تحتوي وسطياً على 0.075 ميكروغرام يود، لكن ذلك القياس يؤخذ عند مصنع الملح... في الوقت الذي يصل فيه الملح إلى محل البقالة أو السوبرماركت يفقد الملح في الوعاء المغلق نصف اليود فيه عبر التبخر أو عبر ما يدعوه العلماء "التصعيد" إلى الهواء.

حالما تشتري الملح الميود وتضع الوعاء في المطبخ وتفتحه، أوووه، يختفي المزيد من اليود.. وكلما احتفظتَ به لفترة أطول كلما بقي يود أقل.. اليود في الملح غير مستقر.

قال Dasgupta, et al في تقرير أن الملح الميود يفقد وباستمرار نصف كمية اليود فيه خلال 20 إلى 40 يوم.. منذ متى وأنت تحتفظ بوعاء الملح في مطبخك؟؟

إذن عندما نعتبر عامل فقدان اليود من الملح إلى الهواء، نجد أن تناول اليود عبر الملح هو شيء نظري بحت.. كمية اليود التي يضيفها المصنع للملح تختلف كثيراً عن الكمية التي نحصل عليها عندما نرش الملح الميود على طعامنا.. قم بالحساب بنفسك.

نستنتج أنه لا أحد يعرف فعلياً كمية اليود التي تحصل عليها من الملح الميود.. هناك كثير من المتغيرات.. هل تم تخزين الملح الميود طويلاً في المستودعات؟ هل أنت تعيش في بيئة حارة أو رطبة؟ كم بقي وعاء الملح مفتوحاً في مطبخك وهو يطلق اليود إلى الفضاء؟

 

الفضيحة 2: لكن لنفترض أنك رجل متوسط، وتعيش قريباً من باب مصنع الملح الميود وتحصل على أكثر ملح طازج في البلد... على ماذا تحصل حقاً؟ حتى أكثر نوع من الملح تركيزاً باليود يحتوي فقط على 10% من اليود "المتاح حيوياً".. أي أن جزءاً ضئيلاً فقط يتم امتصاصه.

تتم إضافة يوديد البوتاسيوم KI إلى الملح، لكن تذكر أن ملح الطعام هو كلوريد الصوديوم.. الكلوريد واليوديد كلاهما عنصران من عائلة الهالوجينات، لذلك يقومان بالتنافس على نفس المستقبلات... والكلوريد له القدرة على إبطال بضعة فوائد لليود.. مجدداً احسب بنفسك.. أنت تمتص فقط 10% مما وضعه أصحاب المصنع بنيّة حسنة..

على خلاف إضافة اليود للخبز بشكل يودات البوتاسيوم، فاليود المضاف للملح صعب الامتصاص..

بالتأكيد ستحصل على شيء من اليود في الملح الميود، لكن هذا الذي تتناوله لن يذهب بالضرورة إلى الأماكن الصحيحة في جسمك.

 

الفضيحة 3: لكن لنفترض الآن أنك امرأة تقف عند باب مصنع الملح الميود وتحصل عليه طازجاً وهو فقط 10% متاح حيوياً، هل تعتقدين أنك تحصلين على كمية كافية وحامية من اليود؟ صح؟ هل هي كمية كافية إذا تناولتي نصف كيلو ملح ميود في اليوم؟

لا.... خاصة إذا كنتي امرأة.. يتم إضافة اليود للملح بهيئة يوديد البوتاسيوم وهو قد يكون مفيداً للغدة الدرقية.. لكن الأثداء والمبيضين والرحم تحتاج أيضاً لليود الصرف.. هذه المرة، يمكنك تجاوز عملية الحساب والذهاب مباشرة إلى العلم.. النساء تتناول النوع الخاطئ من اليود في الملح!

 

هل هناك أي سبب يستدعي استهلاك الأملاح المكررة الميوّدة في هذا الزمن من أزمة اليود؟ الجواب هو:

1- فقط في حالة طوارئ حيث تحتاج للملح ولا يمكنك الحصول على ملح غير مكرر.

2- فقط إذا كنت لا تقدر على شراء مكملات اليود مثل محلول لوغول (وهو رخيص).

 

تناول الملح الميود كمصدر وحيد لليود قد ينفع فقط المجتمعات الفقيرة جداً التي يصعب عليها الحصول على أنواع أفضل من اليود، لكن ذلك أيضاً ليس عذر.. راجع موضوع على الموقع: هل تعرف قصة المقاطعة الريفية الصينية كزينيانغ؟ وإعادة كتابة حياة ملايين الناس؟

لقد كان الهدف من نشر الملح الميود هو منع تضخم الغدة الدرقية، لكن لا شيء أكثر من ذلك.. المعيار الأدنى للملح الميود هو نفس المعيار الواقي من تضخم الدرقية فحسب، ولا يعكس حاجات الأعضاء الأخرى لليود.. معيار الغدة الدرقية من اليود يقدّم مستوى ضئيل ومُحبط تقوم الحكومات بفرضه، بينما في الحقيقة، يساعد اليود على الوقاية والعلاج لعدد كبير من الأمراض.

التقتير والتوفير المادي من كلفة إضافة اليود للطعام، يعني دفع أموال ضخمة لمشاكل أكثر تكلفة تنتج لاحقاً عن وباء نقص اليود.

شيء آخر يجب تذكره، هو أن معظم أنواع الملح المكرر تحتوي مواد كيماوية مانعة للتكتل أو التجبّل وخاصة مركبات الألمنيوم.. أنا شخصياً لن أتناول ملحاً مدعوماً بالألمنيوم إلا إذا كان عندي الملايين المكدسة حتى أصرفها للعناية بي عندما أصاب بالألزهايمر!

 

اقرأ أكثر على الموقع:

- فلم جديد طازج: ثورة اليود

- استخدام محاليل اليود في الشفاء، علاج السرطان وكثير أمراض منتشرة

- هام: معلومات مرفقة عن جرعات اليود - ثورة اليود

- هل تعرف قصة المقاطعة الريفية الصينية كزينيانغ؟ وإعادة كتابة حياة ملايين الناس؟

- مؤامرة جرعة اليود التي توصي بها الهيئات الطبية الرسمية مثل FDA

- الخط الزمني لتاريخ الطب المعتمد على اليود

- من الذي سرق اليود من الطب والأدوية؟ وكيف حدثت ثورة اليود؟

 

أضيفت في باب:22-2-2017... > السرطان
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد