موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

المشكلة موجودة عندي في العقل اللاواعي عواطف وأحلام يقظة وقلة تركيز

سألني أحد الأصدقاء: "المشكلة موجودة عندي في العقل اللاواعي.. عواطف في بعض الأحيان لا يمكن التحكم بها.. وأحلام يقظة كثيرة وغير قادر على التخلص منها...

أنا غير قادر على التركيز... أريد أن تكون ذاكرتي قوية وحفظي قوي لمساعدة نفسي ومن ثم مساعدة من حولي... إذا استطعتُ التركيز وأصبحت لدي ذاكرة قوية، سأحسّن وضعي الروحي والمادي... وسأقوم بنشر العلوم التي تفيد الجميع".

 

أخي الحبيب.. شكرا لسؤالك الصادق والواثق.. العقل اللاواعي هو معظم العقل، هو 9 أجزاء من أصل 10.. إنه أقوى وأقرب للجسد وللفطرة من العقل الواعي الصغير.

لذلك عندما تقول المشكلة في العقل اللاواعي، غالباً ما تكون المشكلة في الوعي السطحي.. الذي يحدث فيه كثير من التناقضات وسوء الفهم.

مثلاً: عواطف لا يمكن التحكم بها.. من قال لك أنه يجب التحكم بالعواطف؟ ربما صوت الأهل والمجتمع ورجال الدين والسياسيين؟ المشكلة ليست أبداً بالعواطف لأنها جزء طبيعي منك وهي طاقة صافية خامة.. المشكلة في التعلق وتحديد النفس بها والجمود فيها فترة طويلة، أو التطرف والانجراف بها.

انظر للطفل كيف لا يكبت أي عاطفة، عنده طاقة هائلة وسعيد دائماً.. يغضب بسرعة ويهدأ بسرعة.. يحزن ثم يفرح بسرعة.. ثم يبدأ أهله بتشفيره وإدانة بعض العواطف والكبت ليتحكموا به ويجعلوه مقبولاً اجتماعياً، وبهذا يدمّرون طاقته وروحه وبهجته.

إنْ لم تعودوا كالأطفال فلن تدخلوا ملكوت الله... العودة الآن واعية ليست طفولية فوضوية... إنها عودة لقبول العواطف كلها لكن مع استخدام طرق التأمل والمراقبة، لكي لا تتحكم بنا وتجرفنا إلى أفعال نندم عليها أحياناً.

راقب الغضب أو الحزن أو الغيرة.. اجعل منها تأملاً... راجع كتاب صيدلية الروح على الموقع واختبر بعض الطرق البسيطة التي تجعلك سيداً على عواطفك، دون التفكير بالتحكم بها أو كبحها.

 

أما أحلام اليقظة التي تريد التخلص منها... إنها ليست شيئاً سيئاً، بل مجرد إشارة ونتيجة لكبت الإبداع والعواطف... جرّب أن ترسم هذه الأحلام بالألوان على دفتر كل يوم.. جرب أن تكتب ماذا تحلم في الليل أو النهار.. غني وارقص رقصتك.. ستفاجأ بكمية الإبداع الهائلة والمخيلة الواسعة التي تحملها.. وهي تنتظر منك استخدامها لكي ترسم حياتك بالطريقة التي تحب.

جميع الأهل يعرفون أن الطفل يعيش في حالة حالمة مليئة بالخيالات والألوان.. لديه خيال واسع ويستمتع بتصوّر وتخيّل الأشياء الغريبة الجديدة... معظم الأطفال يحبون تخيل أنهم يطيرون على السجادة الطائرة، والبعض يركزون على أبطال التلفاز المحببين لهم أو على تحقيق الهدف لفريقهم في مباراة كرة القدم مثلاً أو الطيران على الغيوم... الأحلام هي مصدر للإبداع والاختراعات الجديدة.

 

التأمل هو زيادة الوعي.. مراقبة ومشاهدة وليست تركيز.. من الطبيعي أن يكون الشخص الذكيّ قليل التركيز وقليل الذاكرة وضعيف الحفظ... أو ربما تكون ذاكرته لحظية تهتم فقط بالأشياء المهمة فقط فيبقى حياً حاضراً يعيش اللحظة.

الدماغ البشري له أكثر من 40 وظيفة مثل الحدس والتخاطر والابتكار والإبداع والتفكير والذاكرة إلخ... أنظمة التدريس والتعليم (التعليب) تقتل معظم الوظائف وتشجع فقط الذاكرة لكي نصبح آلات وعبيد لأصحاب المصالح والشركات الضخمة.. كل المدارس والجامعات تعتمد على حفظ الكتب كالببغاء.. والذي يحفظ أكثر ينجح ويصبح الأول ويأخذ شهادة دون معرفة أنها شحادة.

المدارس والجامعات ليست مبنيّة لأجل مصلحة ونجاح الطالب بل لمصلحة الشركات.. كل العباقرة والعلماء مثل أينشتاين ودافنشي وتسلا ونيوتن كانوا فاشلين في مدارسهم وجامعاتهم أو لم يدخلوا إليها أصلاً.

لقد أصبحنا ضحية الجهل.. تماماً مثلما علّمونا في المدرسة، نعتقد أننا إذا امتلكنا ذاكرة وحفظ وتركيز قوي سنحسّن وضعنا الروحي والمادي... والعكس هو الصحيح!

كلما تأملنا... كلما رمينا الفكر والأفكار أكثر.. تحسنت حياتنا أكثر وبكل الأبعاد!

 

الحياة بحاجة إلى قفز وسباحة ومغامرة.. وليس للتركيز والحفظ وبلع مجلدات الكتب...

 

الحياة بحاجة للعلم والعرفان.. لا للمعلومات وتجميع الخرافات والخرفان..

والعلم هو بحث وشوق وعطش مستمر.. قدرة على الوصول للجواب بالحدس ومن الأبعاد، ليس حفظاً للأجوبة الميتة الجاهزة.

جاء طالب إلى بروفيسور مهم في الفيزياء يعمل في مكتبة ضخمة في لندن.. طرح عليه مسألة بسيطة.. فأجابه: يمكنك إيجاد الجواب في الكتاب رقم 305 على ذلك الرف رقم 570... تفاجأ الطالب وقال: هل من المعقول أن عالماً عظيماً مثلك لا يمكنه الإجابة على سؤال بسيط كهذا؟؟

قال البروفيسور: يا ابني.. ألا ترى كل هذه الألوف من الكتب؟ هل تعتقد أنني أحفظها جميعها في رأسي؟ هل رأسي مجرد قرص مضغوط أو موقع جووجل؟!

إن دوري هنا هو مساعدتك أنت لتصل إلى الجواب، وليس إعطاء جواب جاهز مثل الحاسوب.

 

العلوم التي تفيد الجميع لا تحتاج للتركيز والذاكرة والحفظ.. بل هي علوم من القلب إلى القلب.. من الفطرة.. ولا تحتاج لتحسين وضعك الروحي والمادي.. بل تحتاج ببساطة أن تفتح عيونك وتقرأ قلبك وكتابك المقدس داخلك وربما بعض الكتب التي تُعيدك إلى نفسك.

من أهم الطرق العلمية الفعالة التي تساعدك على التأمل ومراقبة عواطفك، تساعدك على تحويل الأحلام إلى لوحات من الإبداع، تساعد على زيادة وعيك وحدسك وحتى ذاكرتك أو أي خاصية من خواص الدماغ.. هي التنويم المغناطيسي.

التنويم هو شيء فطري كل الناس يعرفونه.. شيء طبيعي وليس غريباً عنك، فكل أمّ تعرفه عندما تريد أن تنوم طفلها باكراً تغني له أغنية فيها مقطع متكرر مثل يلله تنام يلله تنام... وأهل الصفاء يعرفونه باسم الذّكر لأسماء الله الحسنى أو بعض الكلمات.. وكل شخص يقوم نوعاً ما بتنويم ذاته عندما يطرق على الطاولة أو الطبل بإيقاع موسيقي أو ربما يهز رجله أو يحك رأسه أو يمضغ علكة.. المهم هو اليقظة من التنويم اللاواعي واستخدام التنويم بوعي.

اقرأ أولاً هذا الموضوع الذي كتبته من فترة على الموقع: الكنز المدفون و السر المكنون... وقريباً سنختبر سوية جلسات تعليم واختبار للتنويم المغناطيسي على ثلاثة أقسام: تنويم ذاتي، تنويم حيوان أليف أو صديق، وفك التنويم.

كذلك لمن يريد من الأصدقاء اختبار هذه الجلسات أونلاين ستكون متاحة لفترة حالياً، أرجو الاتصال بي للتفاصيل.. أشكركم لقراءتكم وتقديركم وأسئلتكم المميزة.

 

أضيفت في:12-12-2015... زاويــة التـأمـــل> العلم و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد