موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

هل يمكن أن يكون الكلام مع جسدك هو الدواء للداء؟

إن كل عضو وكل خلية من الجسد تستمع وتستجيب للأفكار التي نحملها.. ودون أدنى شك، يمكن أن يكون الفكر أداة قوية لأجل الشفاء من كل داء.

لقد بدأ علم اليوم يعترف بالمعارف القديمة عند الحكماء والمعالجين والمعلمين الروحيين... بعض الباحثين مثل Bruce Lipton أظهر أن أفكارنا سواء كانت واعية أم لا، فإن لها تأثيراً عميقاً على أجسادنا وكل شيء فيها وصولاً إلى مستوى الخلية والمورثات فيها.

تم عدة مرات إظهار أننا عندما نحمل نيّة مرضيّة أو ذهنية الضحية، وأي معتقدات وكلام سلبي مع النفس، في النهاية ستتأثر صحتنا وسعادتنا بالتأكيد... لكن لحسن الحظ أن العكس صحيح.. عندما نحافظ على أنفسنا بحالة حب أصيل وغير مشروط، ستحدث المعجزات نتيجة لذلك.

 

ومنها معجزات الشفاء الذاتي Spontaneous Healing هناك عدة كتب عنه وشهادات شفاء عبر العالم.. مثل قصة المرآة المصابة بسرطان دماغ كتلة كبيرة داخل رأسها.. سرطان متقدم من الدرجة الرابعة.. وقد أنهك جسمها علاجات السرطان التقليدية الفاشلة، تساقط شعرها وفقدت كثيراً من وزنها وهرم جسمها مع آلام كثيرة.. كانت تموت حرفياً.

في إحدى الليالي، وقفت أمام المرآة تنظر إلى جسدها الهزيل، فصُدمت بشعور رحمة هائلة من قلبها تجاه نفسها.. بدأت تتحدث بحب مع جسمها، مثلما يتحدث المرء مع طفل صغير مرعوب، وأخبرته عن مقدرا حبها له.

كما عبّرت أيضاً عن ندمها لأنها لم تُظهر لجسمها الاحترام والحب الحقيقي من قبل.. استمرّ كلامها مع جسمها فترة من الوقت، ثم ذهبت إلى النوم وهي تشعر بسلام ورضى لم تشعر به من قبل طوال سنوات... وقد كانت تلك اللحظة بداية رحلة شفاء مذهلة.

في اليوم التالي، رسمت على ورقة دائرة كبيرة وداخلها دائرة أصغر.. قالت لنفسها هذه الدائرة هي رأسي وهذه هي الكتلة داخله.. وفي اليوم التالي، مسحت الكتلة ورسمت كتلة أصغر.. وهكذا... فحصت نفسها بعد سهر فوجدت أن الكتلة اختفت تماماً...

وكذلك هناك التجربة الموثقة في مشفى في الصين حيث تمت إزالة ورم سرطان في المثانة خلال 3 دقائق، عن طريق ترديد بعض الأطباء لنوايا الشفاء واقتناع المريضة بها.. وتم تصويره فيديو هنا.

 

كل فكرة من الفكر تصنع القدر:

في العادة لا نعطي اهتماماً كبيراً للأفكار التي تدور في رأسنا.. وهذا خطأ كبير... وإليكم السبب: الكلام السلبي مع النفس الذي يدور في خلفية فكرنا، يتم سماعه من قبل الخلايا 24 ساعة وكل يوم... وكما يقول Ian Brown في مقالة Useful Things To Be Saying To Your Cells  "الخلايا هي مخازن: للعواطف والأفكار والتجارب الماضية، ولا يتم الاستغناء عن شيء ما لم تقل لها أن تستغني عنه".

لكن الأخبار الجيدة هي أن خلايانا تقوم أيضاً بامتصاص الكلمات والأفكار المُحبة والإيجابية المشجعة... لقد عرف الحكماء قديماً بالفطرة أن كل فكرة لها تأثير.. وإنما الأعمال بالنيات.. وأن الفكرة هي قدر.. حتى العلماء قد اقتربوا اليوم من إدراك أن مورثات DNA يمكن إعادة برمجتها بالكلمات والترددات.

بدلاً من قصف خلايا جسمنا دون وعي بأفكار ومعتقدات لا تنفع كثيراً، يمكن أن نبدأ رحلة الشفاء بأن نفهم أولاً أننا لسنا مجرد دماغ مدعوم بواسطة جسد عديم الشأن غير مهم أو مهتم، وهذا للأسف هو توجّه سيء منتشر اليوم في المجتمع والعلم الغربي ومن يلحق به.

إننا في الواقع أنظمة حية خارقة الذكاء، كل جزء فيها له وعيه المميز الخاص به والمساهم في الوعي الكلي لنظام الكائن الحي.

 

الكلام الإيجابي مع الجسم لأجل الشفاء:

المعالجة الشهيرة كارولين ميس التي تستخدم الحدس، قالت مرةً أنها التقطت "رسالة" قوية من كبد أحد المرضى، تقول أن الكبد حزين ومرتبك.. عندما سألت كارولين المريض عن ذلك، خجل المريض واعترف أن عنده أفكار غاضبة تجاه كبده، لأنه لم يكن يخدمه ويساعده على الهضم بسبب المرض... نفس الأمر ينطبق على كل عضو وخلية في الجسد.. كلها تسمع وتُصغي (وتستجيب) لأفكارنا.

حالما ندرك هذا الاعتماد المتبادل الهائل داخل أنفسنا، يمكننا تطوير علاقة مليئة بالحب والاحترام لجسمنا وأعضائنا وخلايانا.

تهدئة الفكر وتقليل الأفكار من خلال التأمل والإصغاء لجسدك هو أول خطوة جيدة لك... وستفاجأ بالمعلومات التي ستظهر للسطح مثل الفقاعات.. بعدها يمكنك قول كلمتين بسيطتين بصوت عالي مع نية من كل قلبك: أنا أحبك... بعض الناس يبدؤون من منطقة محددة مريضة، وآخرون يغلفون كامل الجسم بالكلمات الشافية.

 

الطبيبة Therese Wade تقترح في موضوعها Your Cells Are Listening عن إمكانية جعل الكلام مع الجسد يساعد على الشفاء، هذه الأشياء الإضافية:

1- تعامل مع جسدك برحمة حقيقية، مدركاً بأنه مصنوع من خلايا واعية وتختبر العواطف.

2- قم ببناء الثقة بإشراك جسدك في الحديث الفكري الإيجابي عن رغبتك بالتعاون مع جسدك للتغلب على المرض.

3- اسمح للتغيرات خلال كلامك مع جسدك، باستخدام أفكار وكلمات مختلفة تستخرج عواطف عفوية وتظهر للسطح عشوائياً.

 

ويقول لنا الحبيب أوشو عن هذا: "حالما تبدأ التواصل مع جسدك، ستصبح الأشياء سهلة.. لا حاجة لإجبار الجسد على أي شيء، بل يمكن استمالته وإقناعه... لا يحتاج المرء لقتال جسده، فذلك بشع عنيف وعدواني... وأي شكل من الصراع سيصنع مزيداً ومزيداً من التوتر.. إذن لا حاجة لأي تناقض أو تصارع.. دع الراحة والاسترخاء يكون القاعدة".

 

طبعاً يجب الانتباه لأن الألم والعوارض المتكررة قد تشير إلى مرض جدّي.. اسأل مختص أو اقرأ كتاباً عن الفراسة من ميتشيو كوشي وتعلم قراءة جسمك وأعضائك وأمراضها وقم بتغيير طعامك.

 

أيضاً، لا تقم بالكلام مع المرض أو التوتر بحد ذاته، بل تكلم مع الجسم والدماغ مباشرة...

وإليكم مثالين من أوشو عن كيفية التعامل مع اختلالات في ميزان الجسم:

 

* لأجل إنقاص الوزن:

أولاً أخبر الدماغ بأنك الآن ترسل رسالة إلى الجسد، وأن الدماغ عليه إيصالها... بعدها ببساطة أخبر الجسد أن وزناً أقل بـ5 كيلوغرام مثلاً سيكون مثالياً لك وأنك لا تزال تأكل وتهضم جيداً... لا تقم بتغيير الأكل هنا... فقط أخبر الجسد أن هناك حاجة لفقدان بضعة كيلوغرامات.

وعندما تصل إلى الوزن المناسب، أخبر الجسد أن يقف هناك، ولا يوجد الآن حاجة لفقدان أي وزن أو زيادة أي وزن.

 

*لأجل علاج الصداع أو الشقيقة:

تكلم مع الجسد بطريقتين.... أولاً، تكلم مع الجسد بكامله وأخبره أنك بحاجة لمساعدته في التخلص من هذا الألم في الدماغ... اشرح للجسد أن الألم ليس شيئاً طبيعياً فيه... لا يوجد حاجة لأن يستمر بحمل هذا الألم.

بعدها، تحدث مع الدماغ مباشرة وأخبره بكلماتك الخاصة: "أنا أحبك فعلاً، لكن هذا الألم ليس جزءاً من طبيعتك، وقد حان الوقت للتخلص منه"... وعندما يزول الألم، ببساطة ذكّر الدماغ ألا يعيد الألم مرة أخرى.

 

نحن بحاجة حقاً لتعلّم كيفية محبة ومصادقة جسدنا من جديد، لأجل الوصول إلى الشفاء الحقيقي والسعادة الفطرية.

أضيفت في:17-6-2016... زاويــة التـأمـــل> العلم و التأمل
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد