موقع علاء السيد... طباعة
<<<< >>>>

رجال الدين والسياسيين.. المؤامرة القاتلة

لنقرأ تقارير العلماء وتقرير الأمم المتحدة عن سوء المصير والدمار الخطير.. جميعها فشلت في التعامل مع الجذور الحقيقية لمشاكلنا.. لأن ذلك سيكون ضد حكومات العالم وتعصب أدياننا... وكمثال من التقارير الخالية من الصدق والضمير: يقولون أن الاقتصاد والبيئة متصلان ببعضهما البعض، لكن ماذا عن الدّين والسياسة؟؟
يجب أن تدرك من هم المجرمون الحقيقيون... والمشكلة هي في أن هؤلاء المجرمين يُعتبرون قادة عظيمين مباركين.. كرموز عظيمة للقداسة والاحترام والتبجيل والتفخيم... لذا عليّ أن أكشف كل هؤلاء الناس... لأنهم السبب الحقيقي لما نحن عليه الآن...
مثلاً، من الممكن بسهولة أن تفهم أو ترى بأم عينك أن السياسيين هم سبب للعديد من المصائب... من حروب ومجازر وسفك لدماء الأبرياء... لكن الأمر صعب جداً عندما ننظر إلى القادة الدينيين... لم يقم أحد برفع يده أو صوته ضدهم... وظلوا محترمين لعدة قرون.. وكلما مرّ الوقت ازداد احترامهم وطالت عندنا القرون...
أصعب شيء علينا أن نفهمه.. هو أن هؤلاء الأشخاص، بمعرفة أو بدون معرفة-الأمر لا يهم، هم الذين صنعوا هذا العالم المليء بالحرب بدلاً من السلام والحب.
وليسامحني القلة النادرة من رجال الدين الصادقين.. الذين يقبلون الآخر دون تعصب وبكل رحابة صدر ويتكلمون بلغة العلم والتوحيد.

لقد كان ولايزال معظم رجال الدين والسياسيين في مؤامرة وشرك مشترك.. يعملون معاً يداً في يد وجيباً في جيب... السياسي لديه القوة السياسية ورجل الدين لديه السيطرة الدينية... السياسيون يحمون رجال الدين ورجال الدين يباركون السياسيين.. ويا رب تعين الناس الذين تُمتص دماؤهم ويُستغلّون من قبل الطرفين...
الأديان المتعصبة جعلت فكر الإنسان معاقاً بصنع المعتقدات من الخرافات... والسياسيون دمّروا الإنسان بجعل الحياة تافهة وغير مقدسة قدر المستطاع، لأن قوّتهم تعتمد على استعبادك وخنوعك وخضوعك...

إذا أردنا النجاة من المعاناة.. يجب أن تزول هذه الأسباب والصراعات... وعلى الدين أن يتحول إلى علم في خدمة السلم لا التدمير والجرم... لنتعلّم العلم الذي يخدم الحياة والحب.. الذي يزيد التفاؤل والجمال والابتهال والاحتفال...

إننا اليوم في حالة مُحالة تجبرنا على الاختيار بين الدمار والعمار... بين السماح للسياسيين ورجال الدين المتعصبين المهترئين بتدمير البشرية والأرض والعرض... وبين استرجاع القوة من أيديهم وتوزيعها من جديد... من خدمة الشر والعهر إلى خدمة البشر والطهر...
كمثال هام.. كل رجال الأديان يستمرون في منع تحديد النسل ومنع موانع الحمل.. ولا يوجد أي حكومة عندها الشجاعة الكافية لكي تقول لهم: إنكم بهذا تجعلون كل الأرض تعيش المعاناة والجوع والمرض... واليوم في أربعين دولة فقيرة يموت خُمس الأطفال قبل بلوغهم الخامسة من العمر...
السياسيون يخافون من قول أي شيء يشجع الناس على تحديد النسل، أو يسمح بالإجهاض... لأن اهتمامهم وأطماعهم ليست في إنقاذ أو دمار البلد وموت الولد... اهتمامهم هو ألا يهينوا أي أحد... الناس لديهم آراؤهم وتحيّزاتهم التي لا يرغب أي سياسي في لمسها لكي لا يخسر الصوت والكرسي.... إذا جرح تعصّب بعض الناس، سيتوقف هؤلاء عن التصويت له...
انفجار أعداد البشر سيوصلنا جميعاً إلى القبر...
جميع الأديان الحالية تعلّم: "اخدم الفقير والمحتاج"... لكن أي دين منها غير مستعد لقول: "اقبلوا بتحديد النسل لتخفيض عدد الناس وعدد الفقراء"..!
البابا يتدخّل باستمرار ويمنع تحديد النسل... فهذه خطيئة... جريمة ضد إرادة الله... ما هذه الفكرة التي في فكرنا عن الله الذي لا يستطيع رؤية اختناق الأرض بزيادة أعداد البشر؟؟
السياسة لعبة الأرقام... كم لديك من المسيحيين في العالم؟ كلما ازدادوا تزداد قوتك وقدرتك... وتزداد قوة المتعصبين من رجال الدين المسيحيين... ولا أحد يهتم بإنقاذ أي أحد، لكن فقط في زيادة الأموال والعيال...
كانت ومازالت المسيحية التي لا علاقة لها بالمسيح تصدر المراسيم والوصايا من الفاتيكان ضد تحديد النسل قائلة أنه خطيئة.. وأن الإجهاض أو مجرد السماح به قانونياً جرم سماوي رهيب..
هل تعتقد أن اهتمامهم في ذلك الجنين الذي لم يولد؟؟ إنهم غير مهتمين به.. لكنهم مهتمين ومشغولين بالعدّاد والعدد... ويعلمون تماماً أنه إذا لم يطبق تحديد النسل أو الإجهاض فسترتكب البشرية انتحاراً جماعياً لن يبقى بعده إنسان...
وهذا الانتحار ليس ببعيد.. تستطيع أن تراه وتشعر بقربه... إذا لم تتغير هذه الحالة، فخلال عشر سنين سيصل عدد البشر إلى درجة يستحيل فيها بقاؤنا أحياء.
ومنذ فترة ليست بعيدة، أصدر الفاتيكان رسالة طويلة للبشرية عنوانها: "الإجهاض وتحديد النسل إثم وخطيئة وجريمة." مع أن الإنجيل لا يحتوي أي تحريم لتحديد النسل أو الإجهاض.. حيث لم يكن ضرورياً ذلك التحديد... في ذلك الزمان القديم، كان يموت تسعة من كل عشرة مواليد.. هذه هي نسبة الزيادة وهي نفسها كانت في الدول الفقيرة والنامية منذ ثلاثين سنة.. من كل عشرة أطفال يبقى واحد على قيد الحياة.. وهكذا يبقى العدد متوازناً مع موارد الأرض والغذاء والماء... لكن الآن حتى في دولة فقيرة كالهند.. دون أن نذكر الدول المتقدمة... من كل عشرة مواليد يموت طفل واحد فقط.
وتعمل العناية الطبية على إبقاء الناس على قيد الحياة.. ويستمر المسيحيون ببناء المشافي وتوزيع الأدوية مع إدانة تحديد النسل ونشر المعتقدات السخيفة التجارية: "الأولاد هم هبة وهدية من الله"... والأم تيريزا جاهزة لكي تمدحك وتمجّدك.. والبابا جاهز لكي يباركك...
وهم حتى قلقون حيال روسيا.. ففي أميركا هناك جمعية مسيحية تُدعى "جمعية التبشير بالإنجيل تحت الأرض" تقوم بتوزيع الإنجيل مجاناً وسرياً في الدول الشيوعية، ولتوزيع الأفكار الغبية عن الإجهاض وتحديد النسل.
روسيا ليست جائعة نوعاً ما.. ليست غنية لكنها ليست جائعة أيضاً... فأرجوكم على الأقل أن تدعوها وشأنها... فهي ليست جائعة بسبب تحديد النسل... إذا مُنع تحديد النسل والإجهاض فستتحول روسيا إلى إثيوبيا جديدة.. وسيسعد البابا والأم تيريزا كثيراً بها... وستظهر تلك الجمعية إلى فوق الأرض وتستغل الفرصة الذهبية لجعل الناس يعتنقون المسيحية...
إذا ماتت هذه الأرض بسبب الانفجار السكاني.. فهؤلاء الناس هو المسؤولون عن ذلك... المعادين للإجهاض وتحديد النسل... وهم المسؤولون عن إبقاء ملايين الناس في الفقر والجوع والجهل...

أضيفت في:23-1-2006... رؤية للعالم الجديد> اقطع الجذور!
.... إذا وجدت أن الموضوع مفيد لك، أرجو منك دعم الموقع

 

 

© جميع الحقوق محفوظة.. موقع علاء السيد